وفي
الحديث: «أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَمَلاَئِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ،
وَالْيَوْمِ الآْخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ» ([1]).
فلا
يَظن هؤلاء الكفار ومَن جاء بعدهم أنهم أحرار يفعلون ما يشاءون!! بل هم عِباد،
يمشون حَسَب ما قَدَّره الله سبحانه وتعالى عليهم، وما قَدَّره الله لابد أن يقع،
لا راد له سبحانه وتعالى، لا راد لقضائه ولا مُعقِّب لحكمه.
فلا
ينجو إلاَّ مَن أطاع الله وآمن بالله. وأما مَن استكبر، فإن الله عز وجل قد كَتَب
عليه الشقاء، فلابد أن يدركه ([2]).
﴿وَمَآ
أَمۡرُنَآ إِلَّا وَٰحِدَةٞ﴾،
إذا أراد الله شيئًا، فإنما يقول له: كن فيكون، ﴿إِنَّمَا
قَوۡلُنَا لِشَيۡءٍ إِذَآ أَرَدۡنَٰهُ أَن نَّقُولَ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ﴾ [النحل: 40].
﴿كَلَمۡحِۢ
بِٱلۡبَصَرِ﴾، ليس هناك شيء أسرع من لمح
البصر، ما هناك شيء، فهذا أَمْر الله عز وجل مثل لمح البصر في السرعة، يقول له:
كن. فيكون كما أمر الله عز وجل، لا يستعصي ولا يتخلف ما أراده وأمر بتكوينه سبحانه
وتعالى.
﴿وَمَآ
أَمۡرُنَآ﴾ أي: الأمر الكوني.
ثم
أعاد التهديد للكفار فقال: ﴿وَلَقَدۡ أَهۡلَكۡنَآ أَشۡيَاعَكُمۡ﴾ [القمر: 51]، من الأمم الماضية: من قوم نوح، وعاد،
وثمود، وقوم إبراهيم، وأصحاب مَدْيَن، والمؤتفكات، كلهم في الكفر متشابهون، فآخِر
الكفار يُشْبِه أول الكفار، سُنتهم واحدة، وسنهلككم مثلهم!!
هذا تهديد من الله عز وجل ([3]).
([1]) أخرجه: مسلم رقم (8).