×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

ونَصَّ على الشمس والقمر؛ لِما فيهما من عظيم المنافع من بين سائر الكواكب.

والشمس سراج يضيء الكون. والقمر نور يضيء الكون - أيضًا -. وفي ضوء الشمس والقمر مصالح للنباتات وللعباد، وبهما يُعْرَف الليل والنهار، فلو لم يكن هناك شمس ولا قمر لَمَا عَرَف الناس الليل والنهار ([1]).

﴿وَجَعَلۡنَا ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ ءَايَتَيۡنِۖ فَمَحَوۡنَآ ءَايَةَ ٱلَّيۡلِ وَجَعَلۡنَآ ءَايَةَ ٱلنَّهَارِ مُبۡصِرَةٗ لِّتَبۡتَغُواْ فَضۡلٗا مِّن رَّبِّكُمۡ وَلِتَعۡلَمُواْ عَدَدَ ٱلسِّنِينَ وَٱلۡحِسَابَۚ وَكُلَّ شَيۡءٖ فَصَّلۡنَٰهُ تَفۡصِيلٗا [الإسراء: 12].

فقوله:﴿بِحُسۡبَانٖ أي: يُعْرَف بهما حساب السنة: الشهور، والسنين، وبذلك تنتظم مصالح العباد ومواقيتهم، من سَير الشمس ومن سير القمر، وتكون السنة الشمسية والسنة القمرية.

فالله سبحانه وتعالى جَعَل في السماء بروجًا تنزلها الشمس، برجًا بعد برج، وهي: اثنا عشر برجًا، تستكملها الشمس في استكمال السنة. والقمر منازل، كل ليلة ينزل في منزلة، وهي: ثمانٍ وعِشرون، وليلة تسع وعشرين وثلاثين يستسر القمر، وتسمى ليالي الاستسرار، ثم يُهِل. فهذه منازل القمر ([2]). ﴿وَٱلۡقَمَرَ قَدَّرۡنَٰهُ مَنَازِلَ [يس: 39]، كل ليلة في منزلة، فالقمر يقطع في شهر ما تقطعه الشمس في سنة في هذه المنازل.

هذا هو المشهور في تفسير الآية: أن الله جعل الشمس والقمر لمصالح عظيمة، ومنها: الحساب، ﴿وَلِتَعۡلَمُواْ عَدَدَ ٱلسِّنِينَ وَٱلۡحِسَابَۚ وَكُلَّ شَيۡءٖ فَصَّلۡنَٰهُ تَفۡصِيلٗا [الإسراء: 12]، ولا يختلف الحساب، ولا يتغير ([3])،


الشرح

([1])  انظر: تفسير الطبري (22/ 9).

([2])  انظر: تفسير ابن كثير (4/ 454).

([3])  انظر: تفسير ابن كثير (4/ 217)، وتفسير القرطبي (8/ 310).