﴿لَا ٱلشَّمۡسُ يَنۢبَغِي لَهَآ أَن تُدۡرِكَ ٱلۡقَمَرَ
وَلَا ٱلَّيۡلُ سَابِقُ ٱلنَّهَارِۚ وَكُلّٞ فِي فَلَكٖ يَسۡبَحُونَ﴾ [يس: 40].
فهذا
معنى قوله عز وجل: ﴿ٱلشَّمۡسُ وَٱلۡقَمَرُ بِحُسۡبَانٖ﴾ ثم هذا الحسبان لا يتغير، ولا يختلف، ولا يختل أبدًا،
لأنه مقدر، ﴿ذَٰلِكَ
تَقۡدِيرُ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡعَلِيمِ﴾
[يس: 38].
ثم
قال سبحانه وتعالى: ﴿وَٱلنَّجۡمُ وَٱلشَّجَرُ يَسۡجُدَانِ﴾ [الرحمن: 6]، لما ذَكَر الشمس والقمر، ذَكَر آية
النبات. والنبات على قسمين: نبات صغير يغطي الأرض، وهو: النجم الذي ليس له ساق.
والشجر ما له ساق ([1]).
وقيل:
المراد بالنجم: الكوكب ([2])،
فالكواكب تسجد لله، وسجود كل شيء بحَسَبه.
وليس
كما يقول بعض البلاغيين: إنه مجاز، أو سجود معنوي. لا، هو
سجود حقيقي، لكنه يختلف باختلاف المخلوقات.
﴿أَلَمۡ تَرَ
أَنَّ ٱللَّهَ يَسۡجُدُۤ لَهُۥۤ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ وَٱلشَّمۡسُ
وَٱلۡقَمَرُ وَٱلنُّجُومُ وَٱلۡجِبَالُ وَٱلشَّجَرُ وَٱلدَّوَآبُّ﴾ [الحج: 18].
فالنباتات
تسجد لله، كبيرها وصغيرها سجودًا يليق بها. والنجوم تسجد لله سجودًا يليق بها. وهو
سجود خضوع، وكل شيء يسجد لله عز وجل، كما أن الإنسان يسجد لله عز وجل سجود عبادة.
ومِن الناس مَن لا يسجد لله ويتكبر ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱرۡكَعُواْ لَا يَرۡكَعُونَ﴾ [المرسلات: 48].
([1]) انظر: تفسير الطبري (1/ 516)، وتفسير القرطبي (15/ 129).