والعدل
مأمور به ومثاب عليه، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، يَبْلُغُ
بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم «الْمُقْسِطُونَ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ، عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ عز وجل،
وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ، الَّذِينَ يَعْدِلُونَ فِي حُكْمِهِمْ، وَأَهْلِيهِمْ
وَمَا وَلُوا» ([1]).
فالذين
يَعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولاَّهم الله عليه - يوم القيامة يكرمهم الله،
فيكونون على منابر من نور. وأيضًا: عن يمين الرحمن سبحانه وتعالى؛ تكرمة لهم وجزاء
على ما قاموا به من العدل.
فالواجب
على الإنسان: التزام العدل في جميع أموره، ﴿وَإِذَا
قُلۡتُمۡ فَٱعۡدِلُواْ وَلَوۡ كَانَ ذَا قُرۡبَىٰۖ﴾
[الأنعام: 152]، فلا تدفعك عداوة شخص إلى أن تقول فيه قولاً سيئًا، أو تشهد عليه
شهادة زور، أو تخبر عنه بما لم يحصل منه؛ نتيجة لعداوتك له. ولا تَحِف مع زميلك أو
صديقك. بل الزم العدل، وقل الحق ولو كان على نفسك، ﴿وَإِذَا
قُلۡتُمۡ فَٱعۡدِلُواْ وَلَوۡ كَانَ ذَا قُرۡبَىٰۖ﴾
[الأنعام: 152].
فلينتبه
لهذا مَن يقعون في أعراض الناس ويغتابونهم، خصوصًا أعراض ولاة أمور المسلمين
والعلماء، فلا يجوز أن تجور في حقهم، بل تلزم العدل في كلامك، فالميزان هو العدل
في كل شيء.
ثم تأمل قوله عز وجل: ﴿أَلَّا تَطۡغَوۡاْ فِي ٱلۡمِيزَانِ﴾ [الرحمن: 8]، وقوله: ﴿وَأَقِيمُواْ ٱلۡوَزۡنَ بِٱلۡقِسۡطِ وَلَا تُخۡسِرُواْ ٱلۡمِيزَانَ﴾ [الرحمن: 9]، أي: لا يكن منك زيادة في الوزن، وزيادة في القول، وزيادة في الحكم، وغلو وتطرف. ولا يكن منك إخسار للميزان ونَقْص لحقوق الناس، بل الزم الوسط. والطغيان هو: الغلو والزيادة عن الحق في كل شيء.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1828).