﴿وَٱلۡحَبُّ﴾، ذَكَر ثلاثة أصناف: فواكه، وتمورًا، وحَبًّا.
والمراد
به: سائر الحبوب التي يتغذى بها الناس، كالبُر، والشعير،
والدُّخْن، والذرة... وغير ذلك من أنواع الحبوب التي يتغذى بها الناس ويستثمرونها
من هذه الأرض.
فتأمل
كيف أنها تربة واحدة وماء واحد، والمُخْرَجات تختلف!! فهذا مما يدل على قدرة الله
سبحانه وتعالى، ﴿وَفِي ٱلۡأَرۡضِ قِطَعٞ مُّتَجَٰوِرَٰتٞ وَجَنَّٰتٞ
مِّنۡ أَعۡنَٰبٖ وَزَرۡعٞ وَنَخِيلٞ صِنۡوَانٞ وَغَيۡرُ صِنۡوَانٖ يُسۡقَىٰ
بِمَآءٖ وَٰحِدٖ وَنُفَضِّلُ بَعۡضَهَا عَلَىٰ بَعۡضٖ فِي ٱلۡأُكُلِۚ﴾ [الرعد: 4].
فاخرج
إلى الأرض وقت الربيع، وانظر إلى العشب، كم ترى من الأصناف المتجاورة والأشكال
والألوان!! فالذي أوجدها ونَوَّعها وغَذَّاها هو الخالق سبحانه وتعالى، فهذا من
آياته سبحانه وتعالى.
﴿ٱلۡعَصۡفِ﴾ هو: التبن الذي تأكله الدواب إذا يبس، وصار تبنًا، يسمى
عصفًا.
﴿وَٱلرَّيۡحَانُ﴾، «الريحان»: الورق الأخضر. وقيل: هو الريحان المعروف
الذي له رائحة ذكية ([1]).
ولكن المشهور أن المراد بالريحان الأوراق الخضراء. والناس ينتفعون بهذا وهذا.
﴿فَبِأَيِّ
ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾
[الرحمن: 13]، فكل هذه النعم لا ينكر أحد أن الذي أوجدها هو الله وحده.
ولم يُعْلَم أن أحدًا قال: إن فلانًا هو الذي خَلَق هذا الشيء، أو هو الذي أوجد هذا الشيء. فهل أحد يقول: إن الأصنام والقبور والأضرحة والأموات - هم الذين أوجدوا هذه الأشياء أو شيئًا منها؟!
([1]) انظر: تفسير الطبري (22/ 20)، وزاد المسير (4/ 207)، وتفسير القرطبي (17/ 157).