×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

ما أحد يستطيع قول هذا، يعترفون بهذا فطرة.

﴿فَبِأَيِّ ءَالَآءِ، أي: نِعَم ﴿رَبِّكُمَا، التثنية للثقلين: الإنس والجن، بدليل قوله في الآية التي ستأتي: ﴿يَٰمَعۡشَرَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِ

فهذا تقرير لتوحيد الربوبية الذي يعترفون به، ومُطالَبة بتوحيد الألوهية الذي ينكرونه!!

كيف تعترفون بأن الله هو خالق هذه الأشياء، ثم تعبدون غيره ممن لا يَملك شيئًا، ولا يَقدر على شيء إلاَّ بأقدار الله عز وجل ؟!

فهذا فيه تقرير التوحيد، ﴿فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ [الرحمن: 13]، أي: أيّ نعمة من هذه النعم تُكذبون بها؟! لا يمكن أنهم يُكذبون!

ولذلك لما سمعها الجن من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قَالُوا: لاَ بِشَيْءٍ مِنْ نِعَمِكَ رَبَّنَا نُكَذِّبُ فَلَكَ الحَمْدُ فقال صلى الله عليه وسلم لأصحابه رضي الله عنهم: «لَقَدْ قَرَأْتُهَا عَلَى الجِنِّ لَيْلَةَ الجِنِّ فَكَانُوا أَحْسَنَ مَرْدُودًا مِنْكُمْ، كُنْتُ كُلَّمَا أَتَيْتُ عَلَى قَوْلِهِ: ﴿فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ [الرحمن: 13]، قَالُوا: لاَ بِشَيْءٍ مِنْ نِعَمِكَ رَبَّنَا نُكَذِّبُ فَلَكَ الحَمْدُ» ([1]).

ثم واصل الله عز وجل ذكر النعم إلى آخر السورة، وبعد كل نعمة من النعم يقول: ﴿فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ [الرحمن: 13].

وهذا تقرير عظيم بالبرهان على التوحيد وبطلان الشرك.

﴿خَلَقَ ٱلۡإِنسَٰنَ مِن صَلۡصَٰلٖ، المراد بالإنسان: آدم عليه السلام، فإن الله خلقه من طين يابس له صلصلة وصوت من يُبسه، ﴿كَٱلۡفَخَّارِ، وهو الآجُر المشوي بالنار، خَلَق آدم عليه السلام من جنس هذا الفخار، من طين


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (3291)، والحاكم رقم (3766)، والبيهقي في ((الشعب)) رقم (2264).