×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

مِنۡ هَٰذِهِۦ لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلشَّٰكِرِينَ ٢٢ فَلَمَّآ أَنجَىٰهُمۡ إِذَا هُمۡ يَبۡغُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّۗ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّمَا بَغۡيُكُمۡ عَلَىٰٓ أَنفُسِكُمۖ مَّتَٰعَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ ثُمَّ إِلَيۡنَا مَرۡجِعُكُمۡ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ ٢٣ [يونس: 22- 23].

فهم يُخْلِصون لله في الشدة، ويشركون به في الرخاء. وهذا كان في الجاهلية.

أما عُبَّاد القبور اليوم - والعياذ بالله - فإن شركهم دائم، في الرخاء والشدة، بل شِركهم في الشدة أشد، فهم أشد شركًا من أهل الجاهلية، فشركهم دائم - والعياذ بالله - في الرخاء وفي الشدة.

﴿كَٱلۡأَعۡلَٰمِ، أي: كالجبال. و«الأعلام» جَمْع عَلَم، وهو: الجبل المرتفع ([1])، فهي كالجبال، ومع هذا تقف وتسير على الماء، فالله هو الذي يسيرها ويحفظها بما فيها من أمواج المياه ومتن العُبَاب، فهذا من آيات الله سبحانه وتعالى.

﴿فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ، هذا من نِعَم الله، وآلائه على عباده، أنه يُسيرهم في البر والبحر، ويُسير بضائعهم وتجاراتهم!!

وهذا شيء مُشاهَد الآن، بما يوجد في البحار من المراكب الضخمة البحرية والسفن والبوارج، التي تمشي على العُباب وتشق الماء، هذا من آياته سبحانه وتعالى.

لكن أين مَن يعتبر ويتعظ، ويشكر الله سبحانه وتعالى على هذه النعمة، ويعبد الله ولا يشرك به شيئًا؟


الشرح

([1])  انظر: تفسير الطبري (21/ 541)، ولسان العرب (1/ 173).