ثم قال: ﴿ذُو ٱلۡجَلَٰلِ
وَٱلۡإِكۡرَامِ﴾، وَصَف وجهه سبحانه وتعالى
بالجلال والإكرام. و﴿ٱلۡجَلَٰلِ﴾:
العظمة التي لا يعادلها شيء. و«الإكرام»، أي: الذي يُكْرِم عباده بالنعم والطاعة
والجزاء الحسن. ويُكْرِمه العباد - أيضًا - بالعبادة، والثناء عليه والشكر له
سبحانه وتعالى. فهو المستحق للإكرام والمستحق للإجلال.
﴿فَبِأَيِّ
ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾،
عَدَّ الله الفناء والموت من النعم؛ لأن الله يُسوِّي به بين المؤمنين، والكافرين
والجبارين والطواغيت، والمفسدين والمصلحين.
وهذا
عَدْل منه سبحانه وتعالى، وهذا من نعمه على عباده، أنه جَعَل لهم نهاية ينتقلون
فيها إلى دار الجزاء والعدل والحساب، ولم يتركهم يسرحون ويمرحون. فالمؤمن يتعب في
عبادة الله، ثم لا يحصل على جزاء؟ والمفسد يُفسد في الأرض، ويطغى ويتكبر ويتجبر،
ولا يوقف عند حده، ولا يجد جزاء؟
فالله
جَعَل هذا من أكبر نعمه، أنه وَضَع حدًّا لهذه الحياة لينتقل أهل الإيمان والأعمال
الصالحة إلى الجنة! وينتقل أعداء الله ورسله إلى النار، ولم يتركهم يسرحون ويمرحون
ويُفسدون في الأرض!
فالموت
غاية كل حي، لا أحد يبقى من الخلق دائمًا على قيد الحياة.
فليتذكر
المسلم هذا، وأنه في يوم من الأيام أو لحظة من اللحظات سيموت، فيتناهى عن غيه وعن
ضلاله، ويستعد لهذا الموت قبل حلوله.
وكثيرًا ما يُذكِّر الله بالموت، قال سبحانه وتعالى: ﴿كُلُّ نَفۡسٖ ذَآئِقَةُ ٱلۡمَوۡتِۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوۡنَ أُجُورَكُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۖ فَمَن زُحۡزِحَ عَنِ ٱلنَّارِ وَأُدۡخِلَ ٱلۡجَنَّةَ فَقَدۡ فَازَۗ﴾