[آل عمران: 185]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا
جَعَلۡنَا لِبَشَرٖ مِّن قَبۡلِكَ ٱلۡخُلۡدَۖ أَفَإِيْن مِّتَّ فَهُمُ ٱلۡخَٰلِدُونَ
٣٤ كُلُّ نَفۡسٖ ذَآئِقَةُ ٱلۡمَوۡتِۗ وَنَبۡلُوكُم بِٱلشَّرِّ
وَٱلۡخَيۡرِ فِتۡنَةٗۖ وَإِلَيۡنَا تُرۡجَعُونَ ٣٥﴾ [الأنبياء: 34- 35].
ثم
قال سبحانه وتعالى: ﴿يَسَۡٔلُهُۥ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ﴾، فكل الخلق في السماوات أو في الأرض مفتقرون إلى الله،
والله هو الغني الحميد.
فكل
الخلق يحتاجون إلى الله، ويسألونه حوائجهم، كل الحوائج تُطلب من الله عز وجل، يُطلب
منه الرزق، ويُطلب منه الشفاء من المرض، ويُطلب منه الخير، وحوائج العباد متنوعة
لا يعلمها إلاَّ الله سبحانه وتعالى، ويعطي إذا شاء كل سائل سُؤْله، ولا يَنقص ذلك
مما عنده شيئًا ([1]).
ولا
يتبرم أو يَكره سؤال عباده، بل يفرح بذلك، ويحثهم على أن يسألوه سبحانه وتعالى،
ولا يَكره سؤالهم.
بخلاف
ابن آدم، فإنك إذا سألته يتبرم من ذلك ويكرهه.
ولهذا
يقول الشاعر:
لاَ
تَسْأَلَنَّ بُنَيَّ آدَمَ حَاجَةً |
|
وَسَلِ
الذِي أَبْوَابُهُ لاَ تُحْجَبُ |
اللهُ
يَغْضَبُ إِنْ تَرَكْتَ سُؤَالَهُ |
|
وَبُنَيُّ
آدَمَ حِينَ يُسْأَلُ يَغْضَبُ |
فالله
عز وجل يحب أن يسألوه، وأن يُلحوا عليه، وأن يطلبوا منه.
ولا تقف عند حد الطلب، واسأل الله الفردوس الأعلى ([2]) والنعيم المقيم، واسأله من خير الدنيا والآخرة؛ فإنك تَسأل غنيًّا كريمًا قريبًا مجيبًا.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2577).