×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

﴿يَسۡ‍َٔلُهُۥ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ، وهذا من نِعَم الله عز وجل، أنه يسأله من في السماوات والأرض، وهو قد فَتَح بابه ليلاً ونهارًا، سرًّا وجِهارًا، يسمع دعاءهم، ويقضي حاجاتهم، ويُفرج كرباتهم، ويعطيهم ولا ينفد ما عنده سبحانه وتعالى.

ولهذا جاء في الحديث القدسي أنه سبحانه وتعالى يقول: «يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إلاَّ كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ» ([1]).

فهو سبحانه وتعالى أكرم الأكرمين، وأجود الأجودين، وكل جود في الناس فهو من جوده، وكل كرم في الناس فهو من كرمه، سبحانه وتعالى.

﴿كُلَّ يَوۡمٍ هُوَ فِي شَأۡنٖكل يوم يُقَدِّر ما يَجري في ذلك اليوم. وهذا هو التقدير اليومي. وهناك التقدير الحَوْلي في ليلة القدر. وهناك التقدير العام في اللوح المحفوظ.

ثم قال عز وجل: ﴿سَنَفۡرُغُ لَكُمۡ أَيُّهَ ٱلثَّقَلَانِ، أي: نحاسبكم ونجازيكم على أعمالكم. وهذا معناه التهديد والوعيد. وهذا الحساب بعد الموت.

فدل على: أن الجن والإنس كلهم سيحاسبون ويُجازَون بأعمالهم، وأن الجن مُكلَّفون مثل الإنس، ومجزيون بأعمالهم، منهم المؤمن والكافر، ومنهم المطيع والعاصي، ومنهم المستقيم والفاسق، ومنهم الطيب والخبيث. مثل الإنس تمامًا.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (2577).