«وَالعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا»،
فالنفس لا تريد العبادة ولا تريد الطاعة، وهو يعطيها هواها، يريحها من العبادة
ويريحها من الطاعة ويريحها من الجهاد في سبيل الله، وينعمها ويعطيها ما تشتهي.
«أَتْبَعَ
نَفْسَهُ هَوَاهَا»، في هذه الدنيا، «وَتَمَنَّى
عَلَى اللَّهِ»، يتمنى أن يكون من أهل الجنة بدون عمل! هذا لا يكون أبدًا،
فهذا عاجز - والعياذ بالله - عاجز عجز خمول وكسل، ما هو عجز مَن لا يستطيع، الذي
لا يستطيع لا يكلفه الله عز وجل. وإنما يستطيع، ولكن هذا عجز خمول وكسل، وضعف
إيمان أو عدم إيمان، فهذا لا ينفعه التمني، أو الانتساب إلى الصالحين أو التوسل
بالصالحين أو بصلاحهم... أو ما أشبه ذلك، فلا ينفعه شيء.
فعلينا
أن نستعد للجنة بالأعمال الصالحة، ونستعد للهرب من النار بالتوبة من الأعمال
السيئة.
ولهذا
يقول بعض السلف: «عَجِبْتُ لِلنَّارِ كَيْفَ نَامَ هَارِبُهَا؟! وَعَجِبْتُ
لِلْجَنَّةِ كَيْفَ نَامَ طَالِبُهَا؟!» ([1])،
فالذي يَطلب الجنة ويخاف من النار يُقدِّم العمل الصالح.
وفي
الحديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حُفَّتِ
الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ، وَحُفَّتِ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ» ([2]).
فإذا اتبعتَ الشهوات ذهبتْ بك إلى النار. وإذا صبرتَ على المكاره ومشاق العبادة، صبرت على الصوم، على صلاة الليل، على أداء الفرائض، صبرت على الجهاد في سبيل الله، صبرت على الابتلاء والامتحان، هذه مكاره، فإذا صبرت عليها آلت بك إلى الجنة.
([1]) يُنسب هذا القول إلى هَرِم بن حَيَّان رحمه الله