×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

﴿أَمۡ حَسِبَ ٱلَّذِينَ ٱجۡتَرَحُواْ ٱلسَّيِّ‍َٔاتِ أَن نَّجۡعَلَهُمۡ كَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ سَوَآءٗ مَّحۡيَاهُمۡ وَمَمَاتُهُمۡۚ سَآءَ مَا يَحۡكُمُونَ [الجاثية: 21]، لا يمكن أن يُسوِّي الله بين الكافرين والمؤمنين الذين يعملون الصالحات، أو المجرمين، ﴿أَمۡ نَجۡعَلُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ كَٱلۡمُفۡسِدِينَ فِي ٱلۡأَرۡضِ أَمۡ نَجۡعَلُ ٱلۡمُتَّقِينَ كَٱلۡفُجَّارِ [ص: 28].

هذا من أعظم نعم الله، وهو: العدل الذي يقيمه سبحانه وتعالى بين عباده، فلا يُعذِّب مَن يستحق التنعيم، ولا يُنعم مَن يستحق التعذيب. هذا عدله سبحانه وتعالى بين عباده.

ثم لما ذَكَر النار وأوصافها، وما يلقاه أهلها؛ ذَكَر الجنة كما هي طريقة القرآن الكريم، أن الله يَذكر الجنة والنار، فإذا ذَكَر الجنة ذَكَر النار، وإذا ذَكَر النار ذَكَر الجنة؛ حتى يتضح الأمر للناس، وحتى يجمعوا بين الخوف والرجاء.

فإذا قرءوا الآيات التي فيها النار خافوا، وإذا قرءوا الآيات التي فيها الجنة رَجَوا الله سبحانه وتعالى، فإذا خافوا تركوا الذنوب والسيئات وتابوا منها، وإذا رَجَوا الله وعملوا الأعمال الصالحة.

فهذا من حكمته سبحانه وتعالى، أنه يَجمع بين آيات الوعد والوعيد، وبين ذكر الجنة والنار.

فقوله: ﴿وَلِمَنۡ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِۦ جَنَّتَانِ [الرحمن: 46]، أي: قيامه بين يديه سبحانه وتعالى وعَرْضه على ربه.

لأنك لابد أن تَلقى الله سبحانه وتعالى للحساب والجزاء، فإذا خفت هذا الموقف وهذا المقام، فإنك تستعد له، ﴿وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّكُم مُّلَٰقُوهُۗ وَبَشِّرِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ [البقرة: 223].


الشرح