×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

﴿فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ، هذا من نعم الله سبحانه وتعالى التي يجب أن يُشكر عليها.

ثم قال: ﴿مُتَّكِ‍ِٔينَ عَلَىٰ فُرُشِۢ، فأهل الجنة يتكئون ويجلسون على فرش.

وليست فُرُشًا عادية، ﴿بَطَآئِنُهَا مِنۡ إِسۡتَبۡرَقٖۚ، أي: ما يلي الأرض منها من إستبرق، أي: من الديباج، الحرير الغليظ. فإذا كان هذا باطنها، فكيف بظهورها؟! هذا لا يعلمه إلاَّ الله سبحانه وتعالى.

فذَكَر البواطن التي تلي الأرض وأنها من هذا النوع من الحرير الذي لا يعلمه إلاَّ الله، فكيف بظهورها وما يلي الجالسين؟! هذا لا يَعلم جماله إلاَّ الله سبحانه وتعالى.

﴿وَجَنَى ٱلۡجَنَّتَيۡنِ دَانٖ [الرحمن: 54]، الثمر الذي يتناولونه ويأكلونه لا يَحتاج مُتناوِله أن يصعد الشجرة، وأن يتكلف لأخذه، ويقاسي من الشوك ومن ارتفاعه! هو دانٍ إليه، متى ما أراد تَناوَل منه، وهو على حالته، لا يتكلف شيئًا في طلبه، ﴿فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٖ ٢٢ قُطُوفُهَا دَانِيَةٞ ٢٣، [الحاقة: 22- 23]، أي: ثمارها دانية قريبة من مُتناوَلهم، ليس عليهم مشقة في أخذها، كما يكون هذا في أشجار الدنيا.

ثم قال: ﴿فِيهِنَّ قَٰصِرَٰتُ ٱلطَّرۡفِ [الرحمن: 56]، وهن أزواجهم، الحور العين، قاصرات الطرف على أزواجهن لا يُرِدن غير أزواجهن؛ لأنهن راضيات بهم، فلا يُرِدن غيرهم، ولا يجدن أحسن منهم.

بخلاف نساء الدنيا، فإنهن يتطلعن دائمًا إلى الرجال، ولا تَقَر أعينهن بأزواجهن - إلا مَن رحم الله -.


الشرح