×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

 وتسعين، ولكن هذه التسعة والتسعين مَن أحصاها دخل الجنة. ومعنى «أَحْصَاهَا»: عَرَفها، وأثبتها لله عز وجل، وتَعَبَّد لله بها، وسأله بها. هذا معنى «أَحْصَاهَا»، وليس المراد مجرد العد ([1])، أي أنك إذا عددت تسعة وتسعين اسمًا تدخل الجنة.

ضمير ﴿تَبَٰرَكَ ٱسۡمُ رَبِّكَ ذِي ٱلۡجَلَٰلِ وَٱلۡإِكۡرَامِ، ضمير خطابي للنبي صلى الله عليه وسلم.

و«(الرب» هو: المالك المتصرف الذي لا يعجزه شيء. وهو: السيد والمصلح. فهذا معنى الرب سبحانه وتعالى (([2]).

ثم وَصَفه بالجلال والإكرام. هذا وَصْف للرب سبحانه وتعالى، ولهذا عَمِل فيه الجر فقال: ﴿ذِي ٱلۡجَلَٰلِ، فهما وصفان للرب لا للاسم. الجلال وصف للرب، والإكرام وصف للرب. وأما ما سبق في قوله: ﴿وَيَبۡقَىٰ وَجۡهُ رَبِّكَ ذُو ٱلۡجَلَٰلِ وَٱلۡإِكۡرَامِ ﴿ذُو: بالرفع فهذا وَصْف وجه الله عز وجل.

﴿تَبَٰرَكَ ٱسۡمُ رَبِّكَ ذِي ٱلۡجَلَٰلِ، والجلال: العظمة والكبرياء اللائقان بجلاله سبحانه وتعالى ! فهو العظيم الذي لا أعظم منه، وهو الكبير الذي لا أكبر منه، وهو القدير الذي لا يعجزه شيء.

﴿ذِي ٱلۡجَلَٰلِ، الذي يُجله عباده المؤمنون، ويستحق الإجلال سبحانه وتعالى.

﴿وَٱلۡإِكۡرَامِ، أي: الذي يُكْرِم عباده المؤمنين.

وما ذَكَره في هذه السورة من أولها إلى آخرها - فهو من إكرامه لعباده المؤمنين.


الشرح

([1])  انظر: فتح الباري لابن حجر (11/ 220).

([2])  انظر مادة (ربب) في مقاييس اللغة (2/ 382)، ولسان العرب (1/ 399).