وتسعين، ولكن هذه التسعة
والتسعين مَن أحصاها دخل الجنة. ومعنى «أَحْصَاهَا»: عَرَفها، وأثبتها لله عز وجل،
وتَعَبَّد لله بها، وسأله بها. هذا معنى «أَحْصَاهَا»، وليس المراد مجرد العد ([1])،
أي أنك إذا عددت تسعة وتسعين اسمًا تدخل الجنة.
ضمير
﴿تَبَٰرَكَ ٱسۡمُ
رَبِّكَ ذِي ٱلۡجَلَٰلِ وَٱلۡإِكۡرَامِ﴾،
ضمير خطابي للنبي صلى الله عليه وسلم.
و«(الرب»
هو: المالك المتصرف الذي لا يعجزه شيء. وهو: السيد والمصلح. فهذا معنى الرب سبحانه
وتعالى (([2]).
ثم
وَصَفه بالجلال والإكرام. هذا وَصْف للرب سبحانه وتعالى، ولهذا عَمِل فيه الجر
فقال: ﴿ذِي ٱلۡجَلَٰلِ﴾، فهما وصفان للرب لا للاسم. الجلال وصف للرب، والإكرام
وصف للرب. وأما ما سبق في قوله: ﴿وَيَبۡقَىٰ وَجۡهُ رَبِّكَ ذُو ٱلۡجَلَٰلِ وَٱلۡإِكۡرَامِ﴾ ﴿ذُو﴾:
بالرفع فهذا وَصْف وجه الله عز وجل.
﴿تَبَٰرَكَ ٱسۡمُ
رَبِّكَ ذِي ٱلۡجَلَٰلِ﴾،
والجلال: العظمة والكبرياء اللائقان بجلاله سبحانه وتعالى ! فهو العظيم الذي لا
أعظم منه، وهو الكبير الذي لا أكبر منه، وهو القدير الذي لا يعجزه شيء.
﴿ذِي ٱلۡجَلَٰلِ﴾، الذي يُجله عباده المؤمنون، ويستحق الإجلال سبحانه
وتعالى.
﴿وَٱلۡإِكۡرَامِ﴾، أي: الذي يُكْرِم عباده المؤمنين.
وما ذَكَره في هذه السورة من أولها إلى آخرها - فهو من إكرامه لعباده المؤمنين.