معانيها. فهذا إلحاد في
أسماء الله عز وجل؛ ولذلك لا يَدْعُون الله بها؛ لأنهم يعتبرونها إما ليس لها
حقيقة كالجهمية، أو ليس لها معانٍ فلا يَدْعُون الله بها - تعالى الله عن ذلك -.
﴿وَلِلَّهِ ٱلۡأَسۡمَآءُ
ٱلۡحُسۡنَىٰ فَٱدۡعُوهُ بِهَاۖ﴾
[الأعراف: 180]، ﴿ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ لَهُ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰ﴾ [طه: 8]، ﴿لَهُ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ يُسَبِّحُ لَهُۥ مَا
فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ﴾ [الحشر: 24].
فأَثبت
لنفسه الأسماء، ووَصَفها بأنها حُسْنَى، أي: لها معانٍ جميلة جليلة، ليست مجرد
ألفاظ.
ولو
كانت مجرد ألفاظ لما كانت حسنى. ولكونها حسنى يؤخذ منها صفات الله عز وجل، فـ«الرحمن
والرحيم» يؤخذ منهما الرحمة. و«العزيز» يؤخذ منه العزة والقوة. و«الحكيم» يؤخذ منه
وصف الله بالحكمة. و«العليم» يؤخذ منه وصف الله بالعلم. و«القدير» يؤخذ منه وصف
الله بالقدرة التي لا يعجزها شيء.
فهي
أسماء حسنى، ولا تُحْصَى؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم في دعائه: «أَسْأَلُكَ
بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي
كِتَابِكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي
عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ
صَدْرِي، وَجِلاَءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي» ([1]).
فدل
على أن هناك أسماء لله استأثر الله بها، ولم يبينها لعباده.
وأما قوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إلاَّ وَاحِدًا، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ» ([2])، فليس هذا حصرًا لأسماء الله في تسعة
([1]) أخرجه: أحمد رقم (3712)، وابن حبان رقم (972)، والحاكم رقم (1877)، والطبراني في ((الصغير)) رقم (10352).