×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

والله عز وجل له أسماء وله صفات، سَمَّى بها نفسه ووَصَف بها نفسه، وسماه بها رسوله صلى الله عليه وسلم وأثبتها له.

فنحن نثبتها كما جاءت على ما تدل عليه من المعاني العظيمة، وليست أسماء مجردة - كما تقوله المعتزلة - ليس لها معانٍ.

ولا نجحدها كما جحدتها الجَهْمية، قالوا: «إن تعدد الأسماء يَلزم منه تعدد المسمى»، عدة آلهة! هذا من المغالطة، يعلمون أن تعدد الأسماء لا يلزم منه تعدد المسمى، حتى في المخلوقين. إذا تعددت صفات المخلوق فلا يدل هذا على تعدد ذاته. وإنما هذا من باب المغالطة.

ولهذا قال المشركون لما سمعوا النبي صلى الله عليه وسلم يدعو ربه: «يا رحمن، يا رحيم، يا الله» قالوا: هو يزعم أن له ربًّا واحدًا، وهو يدعو عدة أرباب! فقال الله: ﴿قُلِ ٱدۡعُواْ ٱللَّهَ أَوِ ٱدۡعُواْ ٱلرَّحۡمَٰنَۖ أَيّٗا مَّا تَدۡعُواْ فَلَهُ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ [الإسراء: 110].

وهذا رَدٌّ عليهم، وهو رَدٌّ على الجهمية الذين يقولون: «إنه يَلزم من إثبات الأسماء تعدد الرب» تعالى الله عما يقولون. فهذا من شبههم الباطلة!!

وأسماء الله عز وجل وصفاته لا تحصى، فهي كثيرة لا يعلمها إلاَّ هو عز وجل، ﴿وَلِلَّهِ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰ فَٱدۡعُوهُ بِهَاۖ وَذَرُواْ ٱلَّذِينَ يُلۡحِدُونَ فِيٓ أَسۡمَٰٓئِهِۦۚ سَيُجۡزَوۡنَ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ [الأعراف: 180]، ﴿يُلۡحِدُونَ فِيٓ أَسۡمَٰٓئِهِۦۚ، أي: يجحدونها، أو يفسرونها بغير تفسيرها ويُؤلونها. فالإلحاد له أنواع.

وما حصل من الجهمية هو نفيها، بألفاظها ومعانيها. وعند المعتزلة هو إثبات ألفاظها وجحد معانيها، وإنما يُثبتون ألفاظًا مجردة من


الشرح