×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

ثم قال سبحانه وتعالى في ختام هذه السورة: ﴿تَبَٰرَكَ ٱسۡمُ رَبِّكَ ذِي ٱلۡجَلَٰلِ وَٱلۡإِكۡرَامِ [الرحمن: 78]، ﴿تَبَٰرَكَ: هذا اللفظ لا يطلق إلاَّ على الله، ﴿فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ أَحۡسَنُ ٱلۡخَٰلِقِينَ [المؤمنون: 14]، ﴿تَبَارَكَ ٱلَّذِي نَزَّلَ ٱلۡفُرۡقَانَ عَلَىٰ عَبۡدِهِۦ لِيَكُونَ لِلۡعَٰلَمِينَ نَذِيرًا [الفرقان: 1]، ﴿تَبَٰرَكَ ٱلَّذِي بِيَدِهِ ٱلۡمُلۡكُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ [الملك: 1]، ﴿تَبَارَكَ ٱلَّذِي جَعَلَ فِي ٱلسَّمَآءِ بُرُوجٗا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَٰجٗا وَقَمَرٗا مُّنِيرٗا [الفرقان: 61].

فهذا اللفظ لا يطلق إلاَّ على الله، فلا يقال للمخلوق: تبارك. أو تقول لأحد: تعال تبارك علينا. كما يقول العوام، فهذا لا يجوز؛ لأن هذا اللفظ لا يطلق إلاَّ في حق الله سبحانه وتعالى، أو على أسمائه، «تبارك اسمك»، فكما يقال: «تبارك الله»، يقال: «تبارك اسمه»، وفي دعاء الاستفتاح: «وَتَبَارَكَ اسْمُكَ» ([1]).

والبركة هي: ثبوت الخير ودوامه. فالخير ثابت ودائم من الله سبحانه وتعالى، ومن أسمائه وصفاته.

﴿فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ [الرحمن: 77]، فهذه النعم التي ذكرها الله في هذه السورة كلها من إيجاده سبحانه وتعالى، فهي من بركته سبحانه وتعالى، ومن بركة أسمائه وصفاته.

﴿تَبَٰرَكَ ٱسۡمُ رَبِّكَ [الرحمن: 78]، أي: دام خيره وثَبَت، سبحانه وتعالى.

ويجوز أن تقول: «فلان مُبارَك»، أي: أن الله جعله مباركًا. فلا بأس، قال عيسى عليه السلام: ﴿وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيۡنَ مَا كُنتُ [مريم: 31]، فتقول: «أنت مبارك»، أو «بارك الله فيك»، ولا تقل: تبارك يا فلان.

﴿ٱسۡمُ رَبِّكَ، أي: جميع أسمائه سبحانه وتعالى. فتباركتْ جميع أسمائه.


الشرح

([1])  انظر: إعانة المستفيد (2/ 141).