×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

 النبي صلى الله عليه وسلم في عمر رضي الله عنه: «فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا يَفْرِي فَرِيَّهُ» ([1])، فعمر رضي الله عنه عبقري بشهادة الرسول صلى الله عليه وسلم ! والعبقري هو: المُحنَّك الجيد.

﴿حِسَانٖ، مع كونهن «عبقرية»، أيضًا هن ﴿حِسَانٖ، فجمعن من الأوصاف أجملها: عبقرية وحُسنًا. عبقرية، أي: جيدة الأصل والحقيقة، وحِسان المنظر والبهجة.

فكل ما في الجنة يَسُر، وكل ما في الجنة بهيج. خلاف الدنيا، فإنها مختلطة بين حَسَن وسيئ، وبين سار ومحزن، وبين حَسَن وقبيح. أما الجنة فليس فيها شيء يُحزن أبدًا، وليس فيها شيء تكرهه النفوس، بل فيها «مَا لاَ عَيْنٌ رَأَتْ، وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلاَ خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ» ([2])، ﴿وَفِيهَا مَا تَشۡتَهِيهِ ٱلۡأَنفُسُ وَتَلَذُّ ٱلۡأَعۡيُنُۖ [الزخرف: 71]، هذه هي الجنة.

﴿فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ، فجَعَل هذه الفُرُش والأرائك من نعم الله عز وجل لعباده المتقين، التي يُشكر عليها سبحانه.

وأما قوله عز وجل: ﴿لَمۡ يَطۡمِثۡهُنَّ إِنسٞ قَبۡلَهُمۡ وَلَا جَآنّٞ، فهذا سبق، ﴿لَمۡ يَطۡمِثۡهُنَّ: لم يطأهن. الطمث هو الوَطء. فهن أبكار، لم يسبق أن تزوجن وأن افتُضت بكارتهن، لا من إنس ولا من جان، فهي باقية على طراوتها وحُسْنها وبكارتها.

فإذا نظرتَ إلى أوصاف هاتين الجنتين، وقارنتها بأوصاف الجنتين اللتين قبلهما؛ وجدتَ فوارق؛ ولهذا قال: ﴿وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ، والأُولَيان للمقربين السابقين، والأُخريان لأصحاب اليمين الأبرار، كُلٌّ له منزلة بحَسَب عمله.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (3682).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (3244)، ومسلم رقم (2824).