هذا
إن كانوا يريدون - كما يقولون - عمل المرأة، وأن المرأة معطلة!
نعم،
إذا أُخرجت من بيتها صارت معطلة بالمعنى الصحيح؛ لأنها أُخرجت من مجال عملها
فتعطلت منه. أما بقاؤها في بيتها وعملها في البيت، فهذا ليس عَطَالة كما
يَدَّعُون، لكنهم لا يريدون نفعها ولا نفع المجتمع، وإنما يريدون أهدافًا يضمرونها
في أنفسهم، وسوف يكشفها الله سبحانه وتعالى ويخزيهم بها!
قال
تعالى: ﴿حُورٞ
مَّقۡصُورَٰتٞ فِي ٱلۡخِيَامِ﴾،
فـ ﴿حُورٞ﴾ وَصْف جمال. و ﴿مَّقۡصُورَٰتٞ﴾ - أيضًا - وَصْف آخَر.
فالمرأة
الجميلة إذا خرجت زال بهاؤها وزال رونقها، وصارت مبتذلة. أما إذا كانت مكتنة في
بيتها، بَقِي جمالها وبقيت أُبهتها، وانكَفَّتْ عنها أنظار الطامعين والفساق.
﴿فَبِأَيِّ
ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾فدل
على أن قَصْر الحور في خيامهن من نعم الله عز وجل.
وكذلك
قَصْر المرأة في بيتها وحفظها في بيتها - من نعم الله عز وجل، لو كانوا يعقلون!!
ثم
قال عز وجل: ﴿مُتَّكِِٔينَ
عَلَىٰ رَفۡرَفٍ خُضۡرٖ﴾،
أي: فُرُش خُضْر؛ لأن هذا أبهج في العيون والمناظر، كما أن ثيابهم خضر، فاللون
الأخضر تلذ به الأعين وترتاح معه.
﴿وَعَبۡقَرِيٍّ
حِسَانٖ﴾، أي: مُتكآت ووسائد يتكئون
عليها ويرتاحون.
والعبقري: هو الشيء الجيد ([1])؛ ولهذا يقال للذكي من الرجال: «عبقري»، أي: أنه جيد في آرائه وفي توقعاته وتصرفاته! ولهذا قال
([1]) انظر: لسان العرب (13/ 100)، وتاج العروس (12/ 514).