وقد أَمَر النبي صلى الله
عليه وسلم أن نُكثر من قول: «يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِْكْرَامِ»، قال صلى الله
عليه وسلم: «أَلِظُّوا بِيَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِْكْرَامِ» ([1])،
أي: أكثِروا من الذكر بهذا الاسم: «يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِْكْرَامِ»، مما يدل
على عظمة هذا الاسم ومشروعية ذكر الله به بكثرة سبحانه وتعالى.
ولهذا
كان صلى الله عليه وسلم إذا سَلَّم من صلاة الفريضة، وهو مستقبل القبلة يقول: «اللهُمَّ
أَنْتَ السَّلاَمُ وَمِنْكَ السَّلاَمُ، تَبَارَكْتَ ذَا الْجَلاَلِ
وَالإِْكْرَامِ» ([2])،
فكان صلى الله عليه وسلم يلازم هذا الذكر بعد كل فريضة، قبل أن ينصرف إلى أصحابه.
فهذا
ذِكر جليل ينبغي للمسلم أن يكثر منه دائمًا وأبدًا.
وهذه
سورة عظيمة فيها من العِبر والعظات، وفيها من النعم والكرامات، وفيها من أسماء
الله وصفاته - الشيء الكثير.
ابتدأها
بقوله سبحانه وتعالى: ﴿ٱلرَّحۡمَٰنُ﴾،
ذو الرحمة الواسعة، ومن رحمته ما ذكره في هذه السورة في الدنيا والآخرة. ثم قال: ﴿عَلَّمَ ٱلۡقُرۡءَانَ﴾، وهذا من نعمه، بل مِن أَجَلّ نعمه تعليم الناس القرآن
الذي فيه الهدى والبيان والعلم النافع، وفيه التعريف بالله سبحانه وتعالى، وفيه
الوعد والوعيد، وفيه الأخبار الصادقة عن الماضي والمستقبل، وفيه الأحكام الشرعية
العظيمة في المعاملات وفي الأخلاق، فهو قرآن عظيم؛ ولذلك بدأ الله به النِّعم.
فما أَعظمَ هذه السورة! وما أَعظمَ ما ذكره الله عز وجل فيها لمن تنبه وتَدَبَّر القرآن!
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (3525)، وأحمد رقم (17596)، والحاكم رقم (1836).