×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

هذا نموذج من طعامهم وشرابهم، ثم ذَكَر أزواجهم فقال عز وجل: ﴿وَحُورٌ عِينٞ [الواقعة: 22]، الحور سبق معناها: أنهم النساء الجميلات، كبيرات الأعين، جميلاتها، صافيات الحَدَق، فإن المرأة إذا كانت عيناها جميلتين فإنها تكون جميلة مرغوبة.

ثم وَصَف جسمها، فقال: ﴿كَأَمۡثَٰلِ ٱللُّؤۡلُوِٕ، واللؤلؤ هو: الجوهر النفيس بهي المنظر ([1])، ﴿ٱلۡمَكۡنُونِ، الذي يكون عليه كِنّ مغلف ([2])، بحيث لا تُغيِّر لونه الشمس أو الهواء أو الجو، فهو مصون. فنساء الجنة يشبهن اللؤلؤ المصون الذي لا تغيره العوارض، فيبقى على منظره الجميل.

ثم بَيَّن سبحانه وتعالى أنهم حصلوا على هذا النعيم ﴿جَزَآءَۢ بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ [الواقعة: 24]؛ لأنه لا يحصل شيء بدون عمل، فالذي يريد الجنة يعمل، ﴿وَمَنۡ أَرَادَ ٱلۡأٓخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعۡيَهَا وَهُوَ مُؤۡمِنٞ فَأُوْلَٰٓئِكَ كَانَ سَعۡيُهُم مَّشۡكُورٗا [الإسراء: 19].

فهؤلاء ما حصلوا على هذه المنزلة والكرامة إلاَّ بسبب الأعمال الصالحة، من قيام الليل، وصيام النهار، والجهاد في سبيل الله، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الله... وغير ذلك من الأعمال الصالحة، فهذا الذي يوصل العبد إلى الجنة برحمة الله سبحانه وتعالى.

ثم ذَكَر ما يكون بينهم! فالناس في الدنيا يحصل بينهم سوء تفاهم، وشتائم وسِباب، ولغو وكلام باطل وساقط. أما الآخرة، فـ ﴿لَا يَسۡمَعُونَ فِيهَا لَغۡوٗا، لا يسمعون فيها كلامًا لا فائدة فيه، فكلام أهل الجنة ليس فيه لغو لا فائدة فيه، ﴿وَلَا تَأۡثِيمًا [الواقعة: 25]، أي: كلامًا يُؤثِّم؛ كالسب والشتم واللعن، والغِيبة والنميمة، والكلام الباطل، فهذا يُؤثِّم ويجلب الأوزار، فلا يسمعونه؛ لأن الله طَهَّر أسماعهم منه.


الشرح

([1])  انظر: تاج العروس (1/ 412).

([2])  انظر: تاج العروس (36/ 64).