×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

﴿لِّأَصۡحَٰبِ ٱلۡيَمِينِ، أي: هؤلاء زوجات أصحاب اليمين، وهم الأبرار.

والجار والمجرور في قوله: ﴿لِّأَصۡحَٰبِ ٱلۡيَمِينِ، يتعلق بـ ﴿أَنشَأۡنَٰهُنَّ، أي: إنا أنشأناهن إنشاء لأصحاب اليمين. ويحتمل أن يكون متعلقًا بقوله: ﴿عُرُبًا أَتۡرَابٗا، أي: مساويات لهم في السن لا تفاوت بينهم، كما قد يكون في الدنيا من تفاوت السن بين الزوجين.

ثم بَيَّن مَن هم أصحاب اليمين، فقال عز وجل: ﴿ثُلَّةٞ مِّنَ ٱلۡأَوَّلِينَ ٣٩ وَثُلَّةٞ مِّنَ ٱلۡأٓخِرِينَ ٤٠ [الواقعة: 39- 40]، أي: جماعة من الأولين من أول الأمم، ﴿وَثُلَّةٞ مِّنَ ٱلۡأٓخِرِينَ [الواقعة: 40] من أمة محمد صلى الله عليه وسلم. وقيل: إن الثُّلَّتين في أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فـ ﴿ثُلَّةٞ مِّنَ ٱلۡأَوَّلِينَ [الواقعة: 39]، أي: من أول هذه الأمة، ﴿وَثُلَّةٞ مِّنَ ٱلۡأٓخِرِينَ [الواقعة: 40]، أي من آخر هذه الأمة ([1]).

ثم ذَكَر الصنف الثالث وهم أصحاب الشمال؛ لأنه ذَكَر في أول السورة الأصناف الثلاثة: السابقون، وأصحاب اليمين، وأصحاب الشمال، فذَكَر جزاء السابقين، وذَكَر جزاء أصحاب اليمين، ثم ذَكَر جزاء أصحاب الشِّمال، فقال: ﴿وَأَصۡحَٰبُ ٱلشِّمَالِ مَآ أَصۡحَٰبُ ٱلشِّمَالِ [الواقعة: 41]، هذا مبتدأ، وخبر، كما سبق، والمراد به: التهويل من شأنهم، وما ينتظرهم من العذاب.

﴿فِي سَمُومٖ وَحَمِيمٖ «السَّموم» هو: الهواء الحار الذي يدخل من مسام الجسم من شدة حره ([2]). ﴿وَحَمِيمٖ، المراد به: الماء الحار ([3]). فالحميم شرابهم، والسَّموم جوهم.


الشرح

([1])  انظر: تفسير الطبري (33/ 96)، وتفسير القرطبي (17/ 212).

([2])  انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر (2/ 404)، ولسان العرب (12/ 304).

([3])  انظر: مقاييس اللغة (1/ 143)، ولسان العرب (14/ 48).