﴿لِّأَصۡحَٰبِ ٱلۡيَمِينِ﴾، أي: هؤلاء زوجات أصحاب اليمين، وهم الأبرار.
والجار
والمجرور في قوله: ﴿لِّأَصۡحَٰبِ ٱلۡيَمِينِ﴾،
يتعلق بـ ﴿أَنشَأۡنَٰهُنَّ﴾، أي: إنا أنشأناهن إنشاء لأصحاب اليمين. ويحتمل أن يكون
متعلقًا بقوله: ﴿عُرُبًا أَتۡرَابٗا﴾،
أي: مساويات لهم في السن لا تفاوت بينهم، كما قد يكون في الدنيا من تفاوت السن بين
الزوجين.
ثم
بَيَّن مَن هم أصحاب اليمين، فقال عز وجل: ﴿ثُلَّةٞ مِّنَ ٱلۡأَوَّلِينَ
٣٩ وَثُلَّةٞ مِّنَ ٱلۡأٓخِرِينَ ٤٠﴾ [الواقعة: 39- 40]، أي: جماعة من الأولين من أول الأمم،
﴿وَثُلَّةٞ
مِّنَ ٱلۡأٓخِرِينَ﴾ [الواقعة:
40] من أمة محمد صلى الله عليه وسلم. وقيل: إن الثُّلَّتين في أمة محمد صلى الله
عليه وسلم، فـ ﴿ثُلَّةٞ مِّنَ ٱلۡأَوَّلِينَ﴾ [الواقعة: 39]، أي: من أول هذه الأمة، ﴿وَثُلَّةٞ
مِّنَ ٱلۡأٓخِرِينَ﴾ [الواقعة:
40]، أي من آخر هذه الأمة ([1]).
ثم
ذَكَر الصنف الثالث وهم أصحاب الشمال؛ لأنه ذَكَر في أول السورة الأصناف
الثلاثة: السابقون، وأصحاب اليمين، وأصحاب الشمال، فذَكَر جزاء السابقين،
وذَكَر جزاء أصحاب اليمين، ثم ذَكَر جزاء أصحاب الشِّمال، فقال: ﴿وَأَصۡحَٰبُ ٱلشِّمَالِ
مَآ أَصۡحَٰبُ ٱلشِّمَالِ﴾
[الواقعة: 41]، هذا مبتدأ، وخبر، كما سبق، والمراد به: التهويل من شأنهم، وما ينتظرهم
من العذاب.
﴿فِي سَمُومٖ وَحَمِيمٖ﴾ «السَّموم» هو: الهواء الحار الذي يدخل من مسام الجسم من شدة حره ([2]). ﴿وَحَمِيمٖ﴾، المراد به: الماء الحار ([3]). فالحميم شرابهم، والسَّموم جوهم.
([1]) انظر: تفسير الطبري (33/ 96)، وتفسير القرطبي (17/ 212).