×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

 ليس معهم عمل إلاَّ الشر، فهذا جزاؤهم، ﴿وَلَا يَظۡلِمُ رَبُّكَ أَحَدٗا [الكهف: 49].

فالله يجزي الإنسان على عمله وعلى نيته وقصده، فلا يُعذِّب مَن لا يستحق العذاب، ولا يُنعم مَن لا يستحق النعيم؛ لأنه سبحانه وتعالى حَكَمٌ عدل.

ثانيًا: ﴿وَكَانُواْ يُصِرُّونَ عَلَى ٱلۡحِنثِ ٱلۡعَظِيمِ، قيل: المراد به: الشرك والكفر ([1])؛ لأن الشرك هو أعظم الذنوب ([2])، وهم يصرون عليه، ولا يتوبون إلى الله من الشرك والكفر، والاستغراق في الشهوات المحرمة، وإلفهم للذنوب والمعاصي، فلم يَبْقَ لهم جزاء عند الله إلاَّ العذاب ﴿وَلَا يَظۡلِمُ رَبُّكَ أَحَدٗا [الكهف: 49]، ﴿إِنَّمَا تُجۡزَوۡنَ مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ [التحريم: 7].

أما لو أنهم تابوا إلى الله لتاب الله عليهم، كما قال الله عز وجل: ﴿قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِن يَنتَهُواْ يُغۡفَرۡ لَهُم مَّا قَدۡ سَلَفَ [الأنفال: 38].

فهذا فيه: تحذير من الإصرار على الذنب.

وفيه: الحث على المبادرة بالتوبة قبل أن يموت الإنسان وهو على ذنبه، فيوافي ربه به.

ثالثًا: ﴿وَكَانُواْ يَقُولُونَ أَئِذَا مِتۡنَا وَكُنَّا تُرَابٗا وَعِظَٰمًا أَءِنَّا لَمَبۡعُوثُونَ [الواقعة: 47]، الاستفهام للإنكار، فهم ينكرون البعث، ويقولون: إن الله لن يعيد العظام والتراب إلى أجسام حية!! فهم يجحدون قدرة الله سبحانه وتعالى وينسبونه إلى العجز، في حين أنهم يعترفون بأن الله خلقهم أول مرة،


الشرح

([1])  انظر: تفسير الطبري (23/ 132)، وتفسير ابن كثير (8/ 26).

([2])  كما في الحديث الذي أخرجه: البخاري رقم (4477).