ليس معهم عمل إلاَّ الشر،
فهذا جزاؤهم، ﴿وَلَا يَظۡلِمُ
رَبُّكَ أَحَدٗا﴾ [الكهف:
49].
فالله
يجزي الإنسان على عمله وعلى نيته وقصده، فلا يُعذِّب مَن لا يستحق العذاب، ولا
يُنعم مَن لا يستحق النعيم؛ لأنه سبحانه وتعالى حَكَمٌ عدل.
ثانيًا:
﴿وَكَانُواْ
يُصِرُّونَ عَلَى ٱلۡحِنثِ ٱلۡعَظِيمِ﴾،
قيل: المراد به: الشرك والكفر ([1])؛
لأن الشرك هو أعظم الذنوب ([2])،
وهم يصرون عليه، ولا يتوبون إلى الله من الشرك والكفر، والاستغراق في الشهوات
المحرمة، وإلفهم للذنوب والمعاصي، فلم يَبْقَ لهم جزاء عند الله إلاَّ العذاب ﴿وَلَا يَظۡلِمُ
رَبُّكَ أَحَدٗا﴾ [الكهف:
49]، ﴿إِنَّمَا
تُجۡزَوۡنَ مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ﴾
[التحريم: 7].
أما
لو أنهم تابوا إلى الله لتاب الله عليهم، كما قال الله عز وجل: ﴿قُل لِّلَّذِينَ
كَفَرُوٓاْ إِن يَنتَهُواْ يُغۡفَرۡ لَهُم مَّا قَدۡ سَلَفَ﴾ [الأنفال: 38].
فهذا
فيه: تحذير من الإصرار على الذنب.
وفيه:
الحث على المبادرة بالتوبة قبل أن يموت الإنسان وهو على ذنبه، فيوافي ربه به.
ثالثًا: ﴿وَكَانُواْ يَقُولُونَ أَئِذَا مِتۡنَا وَكُنَّا تُرَابٗا وَعِظَٰمًا أَءِنَّا لَمَبۡعُوثُونَ﴾ [الواقعة: 47]، الاستفهام للإنكار، فهم ينكرون البعث، ويقولون: إن الله لن يعيد العظام والتراب إلى أجسام حية!! فهم يجحدون قدرة الله سبحانه وتعالى وينسبونه إلى العجز، في حين أنهم يعترفون بأن الله خلقهم أول مرة،
([1]) انظر: تفسير الطبري (23/ 132)، وتفسير ابن كثير (8/ 26).