قال
تعالى: ﴿وَلَئِن
سَأَلۡتَهُم مَّنۡ خَلَقَهُمۡ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُۖ فَأَنَّىٰ يُؤۡفَكُونَ﴾ [الزخرف: 87]، فالذي قَدَر على إيجادكم من العدم - ألا
يَقدر على إعادتكم؟! هذا في نظر العقل، فإن مَن قدر على البداءة، قَادر على
الإعادة من باب أَوْلى.
﴿أَوَ ءَابَآؤُنَا
ٱلۡأَوَّلُونَ﴾ [الواقعة: 48]، كما لم
يَعُد إلينا آباؤنا الأولون: ﴿فَأۡتُواْ بَِٔابَآئِنَآ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ﴾ [الدخان: 36].
فأَمَر
الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يجيبهم بقوله: ﴿قُلۡ إِنَّ ٱلۡأَوَّلِينَ
وَٱلۡأٓخِرِينَ ٤٩ لَمَجۡمُوعُونَ إِلَىٰ
مِيقَٰتِ يَوۡمٖ مَّعۡلُومٖ ٥٠﴾
[الواقعة: 49، 50]، أي: أول الخليقة وآخرها كلهم يبعثهم الله عز وجل ويجمعهم
جميعًا في صعيد واحد.
فأخبر
الله عز وجل أن هذا له موعد، إذا جاء فإن الله عز وجل يبعث الأموات. أما أن يبعثهم
قبل هذا الموعد، فالله عز وجل لا يخلف وعده ولا يغير سُنته من أجل تحديهم.
﴿ثُمَّ
إِنَّكُمۡ أَيُّهَا ٱلضَّآلُّونَ ٱلۡمُكَذِّبُونَ﴾
[الواقعة: 51]، في هذا اليوم ﴿لَأٓكِلُونَ مِن شَجَرٖ مِّن زَقُّومٖ﴾ [الواقعة: 52] كريه المنظر، كريه الطعم، وهو شجر النار
- والعياذ بالله -، ﴿فَمَالُِٔونَ مِنۡهَا ٱلۡبُطُونَ﴾ [الواقعة: 53]، لأنهم يصيبهم جوع، ويضطرون إلى أن
يأكلوا من الزقوم - والعياذ بالله -، ولا يأكلون منه أكلاً يسيرًا، بل يملئون
بطونهم زيادة في العذاب.
والذي
يأكل يحتاج إلى الشراب، وهم يشربون من الحميم، من الماء الحار ﴿فَشَٰرِبُونَ
عَلَيۡهِ مِنَ ٱلۡحَمِيمِ﴾
[الواقعة: 54] لأنهم يضطرون إلى أن يشربوا؛ لأنهم تلتهب بطونهم بالنار والزقوم، ﴿وَسُقُواْ
مَآءً حَمِيمٗا فَقَطَّعَ أَمۡعَآءَهُمۡ﴾
[محمد: 15].
﴿فَشَٰرِبُونَ شُرۡبَ ٱلۡهِيمِ﴾، أي: يشربوا كثيرًا كشرب الإبل العِطاش.