ولهذا
قال: ﴿ءَأَنتُمۡ
تَخۡلُقُونَهُۥٓ﴾، أي:
أأنتم تخلقون هذه النطفة وتطورونها وتحفظونها؟ هل أحد يعمل هذا غير الله سبحانه
وتعالى ؟!
ولهذا
ليس كل نطفة يكون منها جنين، وإنما ما أراده الله سبحانه وتعالى كان، فقد يكون هناك
تزاوج بين الذكر والأنثى، ولا يحصل الولد؛ لأن هذا راجع إلى مشيئة الله سبحانه
وتعالى.
قوله
عز وجل: ﴿ءَأَنتُمۡ
تَخۡلُقُونَهُۥٓ﴾؟ هذا سؤال
ما أجاب عنه أحد، ولن يجيب عنه أحد إلى أن تقوم الساعة!! فالسؤال مفتوح، والتحدي
باقٍ، ﴿أَمۡ خُلِقُواْ
مِنۡ غَيۡرِ شَيۡءٍ أَمۡ هُمُ ٱلۡخَٰلِقُونَ﴾
[الطور: 35] فالله عز وجل هو المنفرد بالخلق والإيجاد.
﴿أَمۡ نَحۡنُ ٱلۡخَٰلِقُونَ﴾ [الواقعة: 59]، هذا تقرير أن الله هو الخالق سبحانه
وتعالى وحده؛ ولهذا عَجَز الأصنام وعَبَدتها أنهم لا يَخلقون شيئًا وهم يُخلقون،
فقال: ﴿وَٱلَّذِينَ
يَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَا يَخۡلُقُونَ شَيۡٔٗا وَهُمۡ يُخۡلَقُونَ﴾ [النحل: 20]، ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ
تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَن يَخۡلُقُواْ ذُبَابٗا وَلَوِ ٱجۡتَمَعُواْ لَهُۥۖ﴾ [الحج: 73]، فلو اجتمع الإنس والجن، والأطباء والحُذاق؛
ليَخلقوا ذبابة أو أقل شيء، ما استطاعوا؛ لأن الله عز وجل هو المنفرد بالخلق
سبحانه وتعالى، فهو المستحق للعبادة.
أما
مَن يكابر من غُلاة القبورية اليوم ويقول: «إن الأولياء يَخلقون الأجنة في البطون!!»
فهذا كَذَّاب مفترٍ على الله سبحانه وتعالى، يُكذبه الكفرة قبل المسلمين، ﴿أَمۡ خُلِقُواْ
مِنۡ غَيۡرِ شَيۡءٍ أَمۡ هُمُ ٱلۡخَٰلِقُونَ ٣٥ أَمۡ خَلَقُواْ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَۚ بَل لَّا
يُوقِنُونَ ٣٦﴾ [الطور: 35- 36]، إذا كانوا
لم يقدروا على خلق أنفسهم، فلن يقدروا على خلق غيرهم.
ثم قال عز وجل: ﴿نَحۡنُ قَدَّرۡنَا بَيۡنَكُمُ ٱلۡمَوۡتَ وَمَا نَحۡنُ بِمَسۡبُوقِينَ﴾ [الواقعة: 60]، هذه آية ثانية ومعجزة أخرى!! أن الله قَدَّر الموت على هؤلاء الخلائق،