ولا أحد يَقدر على أن
يمتنع من الموت أو يعمل شيئًا يمنع الموت عنه، لا الملوك ولا غيرهم، ولا الأطباء
ولا الحكماء، كُلٌّ لابد أن يموت، ﴿كُلُّ نَفۡسٖ ذَآئِقَةُ ٱلۡمَوۡتِۗ﴾ [الأنبياء: 35]، ﴿كُلُّ شَيۡءٍ
هَالِكٌ إِلَّا وَجۡهَهُۥۚ﴾
[القصص: 88]، ﴿كُلُّ مَنۡ
عَلَيۡهَا فَانٖ ٢٦ وَيَبۡقَىٰ
وَجۡهُ رَبِّكَ ذُو ٱلۡجَلَٰلِ وَٱلۡإِكۡرَامِ ٢٧﴾ [الرحمن: 26- 27]، هذا من آيات الله سبحانه وتعالى.
وهذا
الموت الذي هو مفارقة الرُّوح للبدن حتى يصبح البدن جثة هامدة، ثم يتحول إلى تراب
- من أدلة قدرة الله سبحانه وتعالى على إعادته مرة أخرى.
﴿وَمَا نَحۡنُ
بِمَسۡبُوقِينَ﴾، أي: بعاجزين، لا أحد يُعجز
الله سبحانه وتعالى.
﴿عَلَىٰٓ أَن
نُّبَدِّلَ أَمۡثَٰلَكُمۡ﴾،
وهذا وعيد من الله عز وجل في أنه سبحانه وتعالى قادر على أن يهلكهم بالموت ويسلطه
عليهم، فيموتون، ثم يأتي بغيرهم، ﴿إِن يَشَأۡ يُذۡهِبۡكُمۡ أَيُّهَا ٱلنَّاسُ وَيَأۡتِ بَِٔاخَرِينَۚ
وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ ذَٰلِكَ قَدِيرٗا﴾
[النساء: 133].
فهو
القادر على أن يميت هؤلاء المتجبرين والمتكبرين، ويستبدلهم بغيرهم، ولا يعجزون
الله سبحانه وتعالى.
﴿وَنُنشِئَكُمۡ
فِي مَا لَا تَعۡلَمُونَ﴾،
أي: ونحن قادرون على أن ننشئكم ونحولكم من خلق إلى خلق، بأن نمسخكم قِرَدة وخنازير!
فالله قادر على ذلك ([1]).
أو معناه: وننشئكم فيما لا تعلمون بعد البعث. لأن الله يبعثهم على حالة تختلف عن حالتهم في الدنيا، فالناس بعد البعث تختلف حالتهم عن حالتهم في الدنيا، فإذا بعثهم الله سبحانه وتعالى فهي حياة دائمة، لا انقضاء لها ولا موت بعدها كما في الدنيا.
([1]) انظر: تفسير الطبري (23/ 173).