×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

﴿أَمۡ نَحۡنُ ٱلۡمُنزِلُونَ بل الله عز وجل هو الذي ينزله ويسوقه، ﴿وَهُوَ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ ٱلرِّيَٰحَ بُشۡرَۢا بَيۡنَ يَدَيۡ رَحۡمَتِهِۦۚ وَأَنزَلۡنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ طَهُورٗا ٤٨ لِّنُحۡـِۧيَ بِهِۦ بَلۡدَةٗ مَّيۡتٗا وَنُسۡقِيَهُۥ مِمَّا خَلَقۡنَآ أَنۡعَٰمٗا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرٗا ٤٩ وَلَقَدۡ صَرَّفۡنَٰهُ بَيۡنَهُمۡ لِيَذَّكَّرُواْ فَأَبَىٰٓ أَكۡثَرُ ٱلنَّاسِ إِلَّا كُفُورٗا ٥٠ [الفرقان: 48- 50]، يُصرِّفه الله، فينزله على جهة دون جهة، يمر من فوق ناس ولا ينزل منه قطرة، ثم يؤمر فيُنزل ما فيه في مكان آخر، مَن الذي ساقه وصَرَّفه؟ هو الله سبحانه وتعالى.

و ﴿أَمۡ بمعنى «بل»، أي: بل نحن المنزلون. ما أحد يقول: أنا المنزل. أبدًا ما قال هذا أحد.

وما يسمونه الآن بـ«الاستمطار» لم ينجح ولم ينفع رغم تكاليفه الباهظة! فالله هو الذي انفرد بإنزال المطر بقدرته سبحانه وتعالى ورحمته، ﴿وَهُوَ ٱلَّذِي يُنَزِّلُ ٱلۡغَيۡثَ مِنۢ بَعۡدِ مَا قَنَطُواْ وَيَنشُرُ رَحۡمَتَهُۥۚ وَهُوَ ٱلۡوَلِيُّ ٱلۡحَمِيدُ [الشورى: 28]. وهو الذي يجعل فيه البركة والنفع.

ثم قال عز وجل: ﴿لَوۡ نَشَآءُ جَعَلۡنَٰهُ أُجَاجٗا، أي: مِلحًا، لا يُسْتَطَاع شربه، أُجاجًا لا ينفع.

﴿فَلَوۡلَا تَشۡكُرُونَ، أي: هَلاَّ تشكرون الله سبحانه وتعالى على هذه النعمة العظيمة، وهي سُقيا المطر بعد ما أجدبتم، ويبست أراضيكم، وأقفرت مراعيكم، وغارت آباركم؟! فمَن الذي خزنه في الأرض لمصالحكم، ووزعه في بطن الأرض على الآبار، توزيعًا بالقسط والعدل على حَسَب حاجة الناس؟

فإذا تبين لكم هذا، فهَلاَّ تشكرون الله على نعمته، ولا تكفرونها وتنكرونها.


الشرح