×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

فيجب أن يُبلَّغ هذا القرآن للناس كما قال تعالى: ﴿وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانُ لِأُنذِرَكُم بِهِۦ وَمَنۢ بَلَغَۚ [الأنعام: 19]، ولا يُتساهل في تبليغه وبيانه من أجل خواطر الناس وإرضائهم!! بل يُبلَّغ كما جاء عن الله سبحانه وتعالى.

فإن حصل تفريط في تعلمه وتعليمه، والدعوة إليه وبيانه للناس، وإلزام الناس بالعمل به؛ فهذه مداهنة.

و«(المداهنة» هي: التنازل عن الحق؛ لأجل إرضاء الناس، أو إرضاء الملوك أو الرؤساء أو الدول، أو لأجل طمع من مطامع الدنيا.

﴿رِزۡقَكُمۡ، أي: المطر، قال عز وجل: ﴿وَفِي ٱلسَّمَآءِ رِزۡقُكُمۡ وَمَا تُوعَدُونَ [الذاريات: 22]، فتقولون: هذا المطر إنما هو بسبب النجوم والكواكب. كما كانوا في الجاهلية يستسقون بالأنواء - أي: بالنجوم - وينسبون المطر إلى الظواهر الكونية والمناخات، ولا ينسبونه إلى الله.

فهذا تكذيب للحق، فالقرآن مُنَزَّل من الله وكلامُه، وكذلك المطر مُنَزَّل من الله بأمر الله سبحانه وتعالى وتقديره، قال عز وجل: ﴿وَمَا نُنَزِّلُهُۥٓ إِلَّا بِقَدَرٖ مَّعۡلُومٖ [الحجر: 21].

فلا يُنسب المطر إلى غير الله سبحانه وتعالى؛ لأن الله هو الذي أنزله، وهو الذي دَبَّره وساقه وصرفه، ويحبسه إذا شاء.

فالمطر ليس من الظواهر الكونية أو تأثير النجوم، والطوالع والغوارب، كما هو في اعتقاد أهل الجاهلية ومَن يضاهونهم الآن؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنه سيكون في هذه الأمة مَن يَستسقي بالنجوم والأنواء، وهذا من خصال الجاهلية.

عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الجُهَنِيِّ رضي الله عنه، أَنَّهُ قَالَ: «صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم


الشرح