×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

 صَلاَةَ الصُّبْحِ بِالحُدَيْبِيَةِ ([1]) عَلَى إِثْرِ سَمَاءٍ»، أي: مطر؛ «(كَانَتْ مِنَ اللَّيْلِ»).

فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يُذكرهم وأن يقرر عقيدة التوحيد في هذا المطر، وأن يُبطل عقيدة الجاهلية فيه، «فَلَمَّا انْصَرَفَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ، فَقَالَ: هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ، فَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ، فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ بِالكَوْكَبِ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ: بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا، فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي وَمُؤْمِنٌ بِالكَوْكَبِ» ([2]).

هكذا عَلَّمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بمناسبة نزول المطر؛ حتى يقرر لهم عقيدة التوحيد في المطر، ويَنفي عنهم عقيدة الجاهلية والمشركين.

ولذلك يُستحب إذا نَزَل المطر أن تقول: «(مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ») كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول.

﴿فَلَوۡلَآ إِذَا بَلَغَتِ، أي: الرُّوح، ﴿ٱلۡحُلۡقُومَ، وهو الحلق؛ لأن الرُّوح تساق من البدن وتُجمع، حتى تصل إلى الغرغرة، فهذا هو الوقت الذي لا تُقبل فيه التوبة ممن تاب ([3]).

﴿وَأَنتُمۡ حِينَئِذٖ تَنظُرُونَأي: أنتم جالسون عند الميت، وما لكم حيلة، ويمكن أن يكون هذا الميت أغلى شخص عندكم، وما لكم حيلة في منعه.


الشرح

([1])  (الحديبية) هي (الشميسي) الآن، غرب مكة، على حدود الحرم إلى الغرب، هذه هي الحديبية، ممتدة إلى التنعيم. (المؤلف).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (846).

([3])  أخرجه: الترمذي رقم (3537)، وابن ماجه رقم (4253)، وأحمد رقم (6160).