صَلاَةَ الصُّبْحِ
بِالحُدَيْبِيَةِ ([1])
عَلَى إِثْرِ سَمَاءٍ»، أي: مطر؛ «(كَانَتْ مِنَ اللَّيْلِ»).
فأراد
النبي صلى الله عليه وسلم أن يُذكرهم وأن يقرر عقيدة التوحيد في هذا المطر، وأن
يُبطل عقيدة الجاهلية فيه، «فَلَمَّا انْصَرَفَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ،
فَقَالَ: هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ
أَعْلَمُ، قَالَ: «أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ، فَأَمَّا مَنْ
قَالَ: مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ، فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ
بِالكَوْكَبِ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ: بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا، فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي
وَمُؤْمِنٌ بِالكَوْكَبِ» ([2]).
هكذا
عَلَّمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بمناسبة نزول المطر؛ حتى يقرر لهم عقيدة
التوحيد في المطر، ويَنفي عنهم عقيدة الجاهلية والمشركين.
ولذلك
يُستحب إذا نَزَل المطر أن تقول: «(مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ») كما
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول.
﴿فَلَوۡلَآ
إِذَا بَلَغَتِ﴾، أي: الرُّوح، ﴿ٱلۡحُلۡقُومَ﴾، وهو الحلق؛ لأن الرُّوح تساق من البدن وتُجمع، حتى تصل
إلى الغرغرة، فهذا هو الوقت الذي لا تُقبل فيه التوبة ممن تاب ([3]).
﴿وَأَنتُمۡ حِينَئِذٖ تَنظُرُونَ﴾أي: أنتم جالسون عند الميت، وما لكم حيلة، ويمكن أن يكون هذا الميت أغلى شخص عندكم، وما لكم حيلة في منعه.
([1]) (الحديبية) هي (الشميسي) الآن، غرب مكة، على حدود الحرم إلى الغرب، هذه هي الحديبية، ممتدة إلى التنعيم. (المؤلف).