×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

﴿وَنَحۡنُ أَقۡرَبُ إِلَيۡهِ مِنكُمۡ [الواقعة: 85]، الضمير هنا ضمير جمع، والمراد الله وملائكته، فنحن بملائكتنا ﴿أَقۡرَبُ إِلَيۡهِ مِنكُمۡ، من الحاضرين، ﴿وَلَٰكِن لَّا تُبۡصِرُونَلا تبصرون الملائكة، وهم موجودون عند الميت، أقرب إليه منكم.

فهذا من آيات الله سبحانه وتعالى؛ لأن هذا من علم الغيب الذي لا تطلعون عليه، مع أنه قريب منكم!!

ثم تحداهم فقال: ﴿فَلَوۡلَآ إِن كُنتُمۡ غَيۡرَ مَدِينِينَ [الواقعة: 86] أي: غير مبعوثين ومحاسبين ومجزيين. لأنهم ينكرون البعث والحساب.

﴿تَرۡجِعُونَهَآ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ [الواقعة: 87]، أي: تَرُدون الرُّوح إلى الجسد.

يتحداهم الله سبحانه وتعالى بهذه الآيات ويعجزهم، وهذا التحدي باقٍ ومستمر في العالَم إلى أن تقوم الساعة!! يموت الملوك والرؤساء والأعزة عند الناس، ولا يستطيعون أن ينقذوهم من الموت أبدًا!!

ثم أخبر سبحانه وتعالى عن مصير هذا الميت، وأين يذهب بعد الموت، فقال: ﴿فَأَمَّآ إِن كَانَ مِنَ ٱلۡمُقَرَّبِينَ ٨٨ فَرَوۡحٞ وَرَيۡحَانٞ وَجَنَّتُ نَعِيمٖ ٨٩ وَأَمَّآ إِن كَانَ مِنۡ أَصۡحَٰبِ ٱلۡيَمِينِ ٩٠ فَسَلَٰمٞ لَّكَ مِنۡ أَصۡحَٰبِ ٱلۡيَمِينِ ٩١ وَأَمَّآ إِن كَانَ مِنَ ٱلۡمُكَذِّبِينَ ٱلضَّآلِّينَ ٩٢ فَنُزُلٞ مِّنۡ حَمِيمٖ ٩٣ وَتَصۡلِيَةُ جَحِيمٍ ٩٤ [الواقعة: 88- 94].

وهذا مِثل ما جاء في مطلع السورة، ففي مطلع السورة قَسَّم الله الناس إلى هذه الأقسام الثلاثة.

فذَكَر الله القيامتين: القيامة الكبرى في أول السورة، والقيامة الصغرى - وهي الموت - في آخر السورة، فقال: ﴿فَأَمَّآ إِن كَانَ مِنَ ٱلۡمُقَرَّبِينَ [الواقعة: 88]. المقربون والسابقون: هم الذين فعلوا الواجبات


الشرح