×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

﴿سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ من جميع الكائنات، أي: وما في الأرض؛ كما في الآيات الأخرى.

 ﴿هُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ [الحديد: 1]: اسمان من أسمائه سبحانه وتعالى، يتضمنان صفتين من صفاته.

﴿ٱلۡعَزِيزُ: يعني القوي المنيع، الذي لا يُعجزه شيء سبحانه وتعالى، ولا يرومه أحد أو يتسلط عليه أحد، فهو الغالب سبحانه وتعالى، الذي لا يُغلب. هذا معنى العزة.

﴿ٱلۡحَكِيمُ: الذي أَحكم الأشياء وأتقنها ونَظَّمها. وكذلك الحكيم في صنعته. وكذلك الحكيم في علمه سبحانه وتعالى وأفعاله، وهو الذي يضع الأمور في مواضعها، ﴿ٱلَّذِيٓ أَحۡسَنَ كُلَّ شَيۡءٍ خَلَقَهُۥۖ [السجدة: 7]، ﴿ٱلَّذِي خَلَقَ سَبۡعَ سَمَٰوَٰتٖ طِبَاقٗاۖ مَّا تَرَىٰ فِي خَلۡقِ ٱلرَّحۡمَٰنِ مِن تَفَٰوُتٖۖ فَٱرۡجِعِ ٱلۡبَصَرَ هَلۡ تَرَىٰ مِن فُطُورٖ ٣ ثُمَّ ٱرۡجِعِ ٱلۡبَصَرَ كَرَّتَيۡنِ يَنقَلِبۡ إِلَيۡكَ ٱلۡبَصَرُ خَاسِئٗا وَهُوَ حَسِيرٞ ٤ [الملك: 3- 4]، لا تدرك أي شيء أو أي خلل في مخلوقات الله سبحانه وتعالى، فإن الله أعطاها كل ما تحتاجه وأَمَدَّها بكل ما يصلحها.

و ﴿ٱلۡعَزِيزُ: يتضمن العزة، و ﴿ٱلۡحَكِيمُ يتضمن الحكمة، وهما صفتان من صفات الله. وهكذا كل أسمائه تتضمن صفات، وكل اسم من أسمائه يُشتق منه صفة من صفاته سبحانه وتعالى.

﴿لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ [الحديد: 2]، أي: هو الذي يملك السماوات والأرض ومَن فيهن، فلا يشاركه أحد في مُلكه. كما قال سبحانه وتعالى: ﴿قُلِ ٱدۡعُواْ ٱلَّذِينَ زَعَمۡتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ لَا يَمۡلِكُونَ مِثۡقَالَ ذَرَّةٖ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَا لَهُمۡ فِيهِمَا مِن شِرۡكٖ وَمَا لَهُۥ مِنۡهُم مِّن ظَهِيرٖ [سبأ: 22].


الشرح