﴿سَبَّحَ
لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ﴾
من جميع الكائنات، أي: وما في الأرض؛ كما في الآيات الأخرى.
﴿هُوَ ٱلۡعَزِيزُ
ٱلۡحَكِيمُ﴾ [الحديد: 1]: اسمان من
أسمائه سبحانه وتعالى، يتضمنان صفتين من صفاته.
﴿ٱلۡعَزِيزُ﴾: يعني القوي المنيع، الذي لا يُعجزه شيء سبحانه وتعالى،
ولا يرومه أحد أو يتسلط عليه أحد، فهو الغالب سبحانه وتعالى، الذي لا يُغلب. هذا
معنى العزة.
﴿ٱلۡحَكِيمُ﴾: الذي أَحكم الأشياء وأتقنها ونَظَّمها. وكذلك الحكيم
في صنعته. وكذلك الحكيم في علمه سبحانه وتعالى وأفعاله، وهو الذي يضع الأمور في
مواضعها، ﴿ٱلَّذِيٓ
أَحۡسَنَ كُلَّ شَيۡءٍ خَلَقَهُۥۖ﴾
[السجدة: 7]، ﴿ٱلَّذِي خَلَقَ
سَبۡعَ سَمَٰوَٰتٖ طِبَاقٗاۖ مَّا تَرَىٰ فِي خَلۡقِ ٱلرَّحۡمَٰنِ مِن تَفَٰوُتٖۖ
فَٱرۡجِعِ ٱلۡبَصَرَ هَلۡ تَرَىٰ مِن فُطُورٖ ٣ ثُمَّ ٱرۡجِعِ ٱلۡبَصَرَ كَرَّتَيۡنِ يَنقَلِبۡ إِلَيۡكَ
ٱلۡبَصَرُ خَاسِئٗا وَهُوَ حَسِيرٞ ٤﴾
[الملك: 3- 4]، لا تدرك أي شيء أو أي خلل في مخلوقات الله سبحانه وتعالى، فإن الله
أعطاها كل ما تحتاجه وأَمَدَّها بكل ما يصلحها.
و
﴿ٱلۡعَزِيزُ﴾: يتضمن العزة، و ﴿ٱلۡحَكِيمُ﴾ يتضمن الحكمة، وهما صفتان من صفات الله. وهكذا كل
أسمائه تتضمن صفات، وكل اسم من أسمائه يُشتق منه صفة من صفاته سبحانه وتعالى.
﴿لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ﴾ [الحديد: 2]، أي: هو الذي يملك السماوات والأرض ومَن فيهن، فلا يشاركه أحد في مُلكه. كما قال سبحانه وتعالى: ﴿قُلِ ٱدۡعُواْ ٱلَّذِينَ زَعَمۡتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ لَا يَمۡلِكُونَ مِثۡقَالَ ذَرَّةٖ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَا لَهُمۡ فِيهِمَا مِن شِرۡكٖ وَمَا لَهُۥ مِنۡهُم مِّن ظَهِيرٖ﴾ [سبأ: 22].