فالمُلك كله له سبحانه
وتعالى، كلهم مِلكه وعبيده، خاضعون لأوامره الكونية وتدبيراته، لا أحد يستعصي على
أوامر الله سبحانه وتعالى وتدبيراته.
﴿كُلّٞ لَّهُۥ
قَٰنِتُونَ﴾ [البقرة: 116]، ﴿وَلَهُۥٓ
أَسۡلَمَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ طَوۡعٗا وَكَرۡهٗا وَإِلَيۡهِ
يُرۡجَعُونَ﴾ [آل عمران: 83]. فمنهم مَن
أسلم طائعًا وهو المؤمن، ومنهم مَن أسلم كارهًا وهو الكافر. فكل المخلوقات منقادة،
تطيع أمر الله الكوني وتدبيره سبحانه وتعالى، لا تستعصي عليه.
﴿يُحۡيِۦ
وَيُمِيتُۖ﴾: يحيي الأموات، ويميت
الأحياء، سبحانه وتعالى، خَلَق الموت والحياة، فلا أحد يُحيي ويميت أبدًا إلاَّ
الله!!
وهذا
من أعظم آياته سبحانه وتعالى، يحييهم وهم نُطَف في أرحام أمهاتهم، ويحييهم بعد
موتهم عند البعث، ويميت الأحياء، سبحانه وتعالى، ﴿كُلُّ نَفۡسٖ
ذَآئِقَةُ ٱلۡمَوۡتِۗ﴾
[آل عمران: 185]، ﴿كُلُّ مَنۡ عَلَيۡهَا فَانٖ﴾
[الرحمن: 26]، فهو يحيي ويميت، ولا أحد يملك هاتين الصفتين - الحياة والموت -
إلاَّ الله سبحانه وتعالى.
﴿وَهُوَ عَلَىٰ
كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ﴾ [الحديد:
2]، لا يعجزه شيء في السماوات ولا في الأرض، ﴿إِنَّمَآ
أَمۡرُهُۥٓ إِذَآ أَرَادَ شَيًۡٔا أَن يَقُولَ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ﴾ [يس: 82].
فلا
يقال: «وهو على ما يشاء قدير»؛ كما يقول بعض الجهال والمعتزلة، بل هو على كل شيء
قدير. ولماذا نُقيِّد ذلك ونقول: «وهو على ما يشاء قدير»؟!
وأما الآية التي في سورة الشورى: ﴿وَهُوَ عَلَىٰ جَمۡعِهِمۡ إِذَا يَشَآءُ قَدِيرٞ﴾ [الشورى: 29] فهي خاصة بجمع أهل السماء والأرض. وأما القدرة فهي شاملة لأي شيء أراده الله، لا يَستعظم عليه سبحانه وتعالى شيء.