×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

 والخبر الثالث في قوله: ﴿هُوَ ٱلۡأَوَّلُ وَٱلۡأٓخِرُ وَٱلظَّٰهِرُ وَٱلۡبَاطِنُۖ [الحديد: 3] ﴿هُوَ ٱلۡأَوَّلُ الذي ليس قبله شيء، الذي ليس له بداية. ﴿وَٱلۡأٓخِرُ الذي ليس بعده شيء، فليس له نهاية، ﴿وَٱلظَّٰهِرُ: العالي فوق خلقه بذاته سبحانه وتعالى وبقدره وقهره. ﴿وَٱلۡبَاطِنُۖ: الذي يعلم بواطن الأشياء، فهو مع علوه لا يَخفى عليه شيء في السماوات ولا في الأرض.

﴿هُوَ ٱلۡأَوَّلُ وَٱلۡأٓخِرُ وَٱلظَّٰهِرُ وَٱلۡبَاطِنُۖ، فَسَّر النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية بقوله: «اللهُمَّ أَنْتَ الأَْوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الآْخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيء» ([1]) لا يَحجب علمه وبصره سبحانه وتعالى شيء. ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَخۡفَىٰ عَلَيۡهِ شَيۡءٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِي ٱلسَّمَآءِ [آل عمران: 5]، فهذا تفسير النبي صلى الله عليه وسلم.

وهذه الأسماء الأربعة متقابلة، فالأول يقابله الآخِر، والظاهر يقابله الباطن. اسمان لعلوه ودنوه، فهو عالٍ، وهو قريب سبحانه وتعالى في علوه ودنوه. واسمان لأوليته وآخريته سبحانه وتعالى.

ثم قال: ﴿وَهُوَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٌ [الحديد: 3]، فيه شمول العلم وشمول القدرة، فعِلمه شامل لكل شيء، لا يخفى عليه شيء سبحانه وتعالى، ولا يغيب عنه شيء سبحانه وتعالى.

﴿هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ [الحديد: 4]، هذا خبر رابع، فالسماوات والأرض مخلوقة له.

﴿فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ، هو قادر على أن يخلق السماوات والأرض في لحظة، لكنه خلقها في ستة أيام ليُعَلِّم خلقه عدم العجلة في أمورهم.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (2713).