×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

وهذه الأيام هي أيام الأسبوع، أولها يوم الأحد، وآخرها يوم الجمعة، وقد سُمي «يوم الجمعة»؛ لأنه اجتمع فيه الخَلْق وتكامل.

وقد بَيَّنها بقوله عز وجل: ﴿قُلۡ أَئِنَّكُمۡ لَتَكۡفُرُونَ بِٱلَّذِي خَلَقَ ٱلۡأَرۡضَ فِي يَوۡمَيۡنِ وَتَجۡعَلُونَ لَهُۥٓ أَندَادٗاۚ ذَٰلِكَ رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٩ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَٰسِيَ مِن فَوۡقِهَا وَبَٰرَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَآ أَقۡوَٰتَهَا فِيٓ أَرۡبَعَةِ أَيَّامٖ سَوَآءٗ لِّلسَّآئِلِينَ ١٠ ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰٓ إِلَى ٱلسَّمَآءِ وَهِيَ دُخَانٞ فَقَالَ لَهَا وَلِلۡأَرۡضِ ٱئۡتِيَا طَوۡعًا أَوۡ كَرۡهٗا قَالَتَآ أَتَيۡنَا طَآئِعِينَ ١١ فَقَضَىٰهُنَّ سَبۡعَ سَمَٰوَاتٖ فِي يَوۡمَيۡنِ وَأَوۡحَىٰ فِي كُلِّ سَمَآءٍ أَمۡرَهَاۚ وَزَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنۡيَا بِمَصَٰبِيحَ وَحِفۡظٗاۚ ذَٰلِكَ تَقۡدِيرُ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡعَلِيمِ ١٢ [فصلت: 9- 12].

فالأرض وما فيها خُلقت في أربعة أيام، والسماوات في يومين، فالمجموع ستة أيام.

﴿ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ، أي: علا وارتفع سبحانه وتعالى على العرش.

والعرش فوق السماوات، وهو أعلى المخلوقات، سقف المخلوقات، سقف الجنة وأعلى الجنة، العرش أعظم المخلوقات. وبعد العرش الكرسي، ثم البحر، ثم السماوات، والله عز وجل فوق ذلك كله.

استواءً يليق بجلاله سبحانه وتعالى، ليس كاستواء المخلوق على المخلوق، وليس بحاجة إلى العرش، بل العرش هو المحتاج إليه بإمساكه وخَلْقه. والعرش وغيره محتاج إلى الله، فليس معنى كونه استوى على العرش أنه محتاج إليه كاحتياج المخلوق إلى المخلوق!! فالذي يستوي على الدابة أو على الباخرة أو على المركوبات - محتاج إليها. وأما الله عز وجل فإنه هو الغني، له ما في السماوات وما في الأرض، ليس بحاجة إلى مخلوقاته.

وقوله: ﴿ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ: ﴿ثُمَّ للترتيب. فالاستواء من صفات الأفعال، التي يفعلها إذا شاء سبحانه وتعالى. أما العلو فهو صفة ذاتية ملازمة لله سبحانه وتعالى.


الشرح