فالفرق
بين الاستواء والعلو: أن الاستواء صفة فعلية، يفعلها
إذا شاء سبحانه وتعالى. وأما العلو فهو صفة ذاتية.
وليس
المراد بالاستواء ما يقوله الأشاعرة وغيرهم، بأنه الاستيلاء على العرش!!
فهذا
قول باطل؛ لأن الاستيلاء إنما يكون لمن كان عاجزًا في الأول، ثم تَغَلَّب واستولى
على الشيء! والله عز وجل لا يغالبه أحد.
وكذلك
قال: ﴿ٱسۡتَوَىٰ﴾
ولم يقل: «استولى»، فهم زادوا اللام على كلام الله سبحانه وتعالى؛ كزيادة اليهود
لما قيل لهم: ﴿وَقُولُواْ
حِطَّةٞ﴾ [البقرة: 58]. أي: حُطَّ
عنا ذنوبنا. قالوا: «حنطة» فزادوا النون من باب تحريف الكلم عن مواضعه؛ تحريفًا
لكلام الله سبحانه وتعالى. فاليهود زادوا النون، والأشاعرة زادوا اللام، في كلام
الله سبحانه وتعالى.
وقد
رَد شيخ الإسلام ابن تيمية على هذا القول - من تسعين وجهًا، في رسالة اسمها «التسعينية».
﴿يَعۡلَمُ مَا
يَلِجُ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَا يَخۡرُجُ مِنۡهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ
وَمَا يَعۡرُجُ فِيهَاۖ وَهُوَ مَعَكُمۡ أَيۡنَ مَا كُنتُمۡۚ﴾ [الحديد: 4]. فلا يَلزم من كونه فوق مخلوقاته وأنه على
العرش - أنه يَخفى عليه ما في الكون لأنه بعيد عن مخلوقاته، بل هو قريب منها
سبحانه وتعالى بعلمه، فهو فوق السماوات على العرش، وعلمه في كل مكان.
﴿يَعۡلَمُ مَا
يَلِجُ فِي ٱلۡأَرۡضِ﴾، يعني: ما
يَدخل في الأرض من البذور التي تُدفن في الأرض، وما يلج فيها من الأموات، وكل ما
يَدخل في الأرض، فإن الله يعلمه سبحانه وتعالى ولا يخفى عليه.
﴿وَمَا يَخۡرُجُ مِنۡهَا﴾، من نبات ومن معادن... وغير ذلك.