﴿وَمَا يَنزِلُ
مِنَ ٱلسَّمَآءِ﴾ من
الملائكة ومن الوحي ومن المطر، كله يعلمه سبحانه وتعالى.
﴿وَمَا يَعۡرُجُ
فِيهَاۖ﴾، يعني: ما يصعد إلى السماء
من الملائكة وأعمال بني آدم.
ثم
قال: ﴿وَهُوَ
مَعَكُمۡ أَيۡنَ مَا كُنتُمۡۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ﴾ [الحديد: 4] أي: معكم بعلمه وإحاطته لا بذاته، فهو ليس
معنا بذاته، فيكون مختلطًا بنا، وإنما هو معنا بعلمه سبحانه وتعالى.
وهو
قريب منا، يرانا ويسمعنا، ويعلم ما نُسِر وما نعلن. وهذه معية عامة لكل المخلوقات.
كما
تقول: «القمر معنا»، وهو في السماء، كلما ذهبتَ فالقمر معك، فإذا كان هذا هو
المخلوق، فكيف بالخالق سبحانه وتعالى ؟!
وهذه
معية عامة، وتكون للمسلم والكافر، والمطيع والعاصي.
وهناك
معية خاصة بالمؤمنين، كما في قوله تعالى: ﴿قَالَ لَا
تَخَافَآۖ إِنَّنِي مَعَكُمَآ أَسۡمَعُ وَأَرَىٰ﴾
[طه: 46]، ﴿إِنَّ ٱللَّهَ
مَعَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّٱلَّذِينَ هُم مُّحۡسِنُونَ﴾
[النحل: 128]، ﴿وَٱلَّذِينَ
جَٰهَدُواْ فِينَا لَنَهۡدِيَنَّهُمۡ سُبُلَنَاۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَمَعَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ﴾ [العنكبوت: 69]، هذه معية خاصة، معناها النصر والتأييد
والإعانة، فهي معية خاصة بالمؤمنين.
وعلى كل حال، المعية العامة والخاصة ليس معناها الاختلاط والممارسة، وإنما معناها أن الله عز وجل مع علوه، فهو قريب من خلقه في أي مكان بعلمه وإحاطته، لا تخفى عليه ولا تخفيك عنه الحيطان والأبواب والستور، ما تَخفى على الله سبحانه وتعالى !!