الشاعر يقول:
|
إِذَا
مَا خَلَوْتَ الدَّهْرَ يَوْمًا فَلاَ تَقُلْ |
|
خَلَوْتُ
وَلَكِنْ قُلْ عَلَيَّ رَقِيـبُ |
|
وَلاَ
تَحْسَبَنَّ اللهَ يُغْفِلُ مـَـا مَضَى |
|
وَلاَ
أَنَّ مَا تُخفي عَلَيْهِ يَغِيـبُ |
فكن
دائمًا تراقب الله سبحانه وتعالى؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «الإِحْسَانُ
أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ
يَرَاكَ» ([1]).
﴿وَٱللَّهُ
بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ﴾
[الحديد: 4]، يبصركم ويراكم ويرى أعمالكم، ويعلم ما في قلوبكم.
ففيه
إثبات البصر لله سبحانه وتعالى، وأنه يرى عباده ويرى أعمالهم، لا تخفى عليه، وإن
حاولوا إخفاءها والتستر بها فإنها لا تخفى على الله سبحانه وتعالى.
﴿لَّهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ
وَٱلۡأَرۡضِۚ وَإِلَى ٱللَّهِ تُرۡجَعُ ٱلۡأُمُورُ﴾
[الحديد: 5] أي: تنتهي الأمور إلى الله كلها، ومنها أعمال العباد، فيحاسبهم
ويجازيهم عليها.
﴿يُولِجُ ٱلَّيۡلَ
فِي ٱلنَّهَارِ وَيُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱلَّيۡلِۚ وَهُوَ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ﴾ [الحديد: 6]، يُدخل هذا في هذا فيَزيد هذا ويَنقص هذا
لأجل مصالح العباد. وهو عليم بما تُكنه صدورهم من النيات والأسرار والمقاصد، وإن
أَخْفَوْا ذلك.
فيجب
على العبد: أن يراقب الله سبحانه وتعالى في مقاصده ونياته، وفي أعماله وفي أقواله،
وفي جميع تصرفاته، وأن يخاف الله ويخشاه ويُعظمه؛ لأنه محيط به من كل جانب.
ولما ساق هذه البراهين وهذه الأخبار العظيمة عنه سبحانه وتعالى، قال: ﴿ءَامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ﴾ [الحديد: 7]، أي: بربوبيته، وآمِنوا بألوهيته، وآمِنوا بأسمائه وصفاته، وآمِنوا برسوله محمد صلى الله عليه وسلم.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (50)، ومسلم رقم (8).