×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

أما الذين لم يؤمنوا ولم يعملوا الصالحات، فلا يزالون في ظلماتهم، ولا ينتفعون بهذا القرآن، لا يزالون في غيهم وضلالهم لأنهم لم يقبلوا الحق، ولا يريدون الخير وإنما يريدون ضده.

﴿وَإِنَّ ٱللَّهَ بِكُمۡ لَرَءُوفٞ رَّحِيمٞ [الحديد: 9]، ﴿لَرَءُوفٞ من الرأفة، وهي اللطف، والعناية، والحفظ، والكَلاءة، ﴿رَّحِيمٞ بكم سبحانه وتعالى؛ حيث لم يترككم على ضلالكم وعلى كفركم وعلى جهلكم، بل إنه سبحانه وتعالى رحمكم ورأف بكم، فأرسل إليكم الرسول وأنزل عليكم الآيات البينات، هذا من رأفته ورحمته سبحانه وتعالى بكم.

ثم قال عز وجل: ﴿وَمَا لَكُمۡ أَلَّا تُنفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ [الحديد: 10]، ما الذي يمنعكم من الإنفاق في سبيل الله؟! وقد أمركم الله بذلك بقوله: ﴿وَأَنفِقُواْ مِمَّا جَعَلَكُم مُّسۡتَخۡلَفِينَ فِيهِۖ [الحديد: 7]، ما الذي يمنعكم من الإنفاق؟! ليس لكم عذر، وليس لكم حجة.

﴿وَلِلَّهِ مِيرَٰثُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ [الحديد: 10]، فهذا المال ليس لكم، وإنما هو لله سبحانه وتعالى، أعطاكم الله إياه ليختبركم ويبتليكم، ولتُقدِّموا لأنفسكم منه ما ينفعكم عند الله، فهو الذي أعطاكم إياه، وهو الذي طلب منكم أن تنفقوا منه، وأنتم ذاهبون وتاركون هذا المال؛ كما تركه مَن قبلكم، ويعود لله عز وجل مالك المُلك.

﴿وَلِلَّهِ مِيرَٰثُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚأي: تَئول إليه الأملاك بعد فناء المُلاك، فهو الوارث سبحانه وتعالى، الباقي الذي تَئول إليه الأملاك بعد فناء المُلاك.

فبادِروا ما دام المال بين أيديكم، بادِروا بالإنفاق منه، ما الذي يمنعكم؟! هل تخافون أن ينفد هذا المال فتفتقروا؟ هذا من الشيطان، فالمال يَزيد مع النفقة، قال صلى الله عليه وسلم: «مَا نَقَصَ مَالٌ مِنْ صَدَقَةٍ» ([1])،


الشرح

([1])  أخرجه: البزار رقم (1032)، والطبراني في ((الصغير)) رقم (142)، والقضاعي رقم (78))).