×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

﴿إِنَّ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ يَهۡدِي لِلَّتِي هِيَ أَقۡوَمُ وَيُبَشِّرُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ ٱلصَّٰلِحَٰتِ أَنَّ لَهُمۡ أَجۡرٗا كَبِيرٗا ٩ وَأَنَّ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ أَعۡتَدۡنَا لَهُمۡ عَذَابًا أَلِيمٗا ١٠ [الإسراء: 9- 10].

فدل على: أن البعد عن كتاب الله يقسي القلب، وأن القرب منه يُليِّن القلب؛ ولهذا قال سبحانه وتعالى: ﴿وَإِذَا قُرِئَ ٱلۡقُرۡءَانُ فَٱسۡتَمِعُواْ لَهُۥ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ [الأعراف: 204]؛ لأنه كلام الله سبحانه وتعالى، كله حق وصدق، ﴿لَّا يَأۡتِيهِ ٱلۡبَٰطِلُ مِنۢ بَيۡنِ يَدَيۡهِ وَلَا مِنۡ خَلۡفِهِۦۖ تَنزِيلٞ مِّنۡ حَكِيمٍ حَمِيدٖ [فصلت: 42]، ﴿ذَٰلِكَ ٱلۡكِتَٰبُ لَا رَيۡبَۛ فِيهِۛ هُدٗى لِّلۡمُتَّقِينَ [البقرة: 2].

﴿وَكَثِيرٞ مِّنۡهُمۡ فَٰسِقُونَ [الحديد: 16]، كثير من أهل الكتاب فاسقون، خارجون عن طاعة الله، مع أنهم أهل كتاب، لكنهم لم ينتفعوا بكتابهم، فخرجوا عن طاعة الله سبحانه وتعالى.

ودل على: أن من أهل الكتاب مَن هو مؤمن بالله صادق الإيمان؛ لأن الله قال: ﴿وَكَثِيرٞ مِّنۡهُمۡ فَٰسِقُونَ [الحديد: 16]، فدل على أن منهم مؤمنين صادقين؛ كما قال سبحانه وتعالى: ﴿لَيۡسُواْ سَوَآءٗۗ مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ أُمَّةٞ قَآئِمَةٞ يَتۡلُونَ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ ءَانَآءَ ٱلَّيۡلِ وَهُمۡ يَسۡجُدُونَ ١١٣ يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَيَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَيُسَٰرِعُونَ فِي ٱلۡخَيۡرَٰتِۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ مِنَ ٱلصَّٰلِحِينَ ١١٤ [آل عمران: 113- 114]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿وَإِنَّ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ لَمَن يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكُمۡ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡهِمۡ خَٰشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشۡتَرُونَ بِ‍َٔايَٰتِ ٱللَّهِ ثَمَنٗا قَلِيلًاۚ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ [آل عمران: 199].

فالذين ماتوا منهم على هذا الإيمان قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم، متمسكين بكتاب ربهم - هم من أهل الجنة.


الشرح