×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

 والإسلام بَيَّنه بقوله صلى الله عليه وسلم: «أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَتُقِيمَ الصَّلاَةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلاً» ([1]).

فالإسلام أركانه ظاهرة، والإيمان أركانه باطنة، ولابد من اجتماع الأمرين - الإسلام والإيمان -، فلا يصلح إيمان بدون إسلام، ولا يصلح إسلام بدون إيمان.

ولهذا قال أهل السُّنة والجماعة: «الإيمان قول باللسان، واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح» ([2])، فصار الإيمان قولاً وعملاً: قول القلب واللسان، وعمل القلب واللسان والجوارح. هذا هو الإيمان الذي ينفع صاحبه يوم القيامة.

﴿وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦٓ [الحديد: 19]، جميع الرسل، من أولهم إلى آخرهم - مَن سَمَّى الله منهم، ومَن لم يُسمِّ - لابد من الإيمان بهم جميعًا؛ ولهذا قال: ﴿وَرُسُلِهِۦٓ، فلابد من الإيمان بهم جميعًا، فالذي يؤمن ببعضهم ويكفر ببعض هذا كافر بالجميع. ولابد من محبتهم وتوقيرهم، ولابد من معرفة فضلهم.

﴿أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلصِّدِّيقُونَۖ [الحديد: 19]: جمع صِدِّيق. والصِّدِّيق هو: كثير الصدق بحيث لا يَكذب ([3])، بل يلازم الصدق ولا يكذب؛ ولهذا ورد في الحديث: «إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى البِرِّ، وَإِنَّ البِرَّ يَهْدِي إِلَى الجَنَّةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يَكُونَ صِدِّيقًا. وَإِنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الفُجُورِ، وَإِنَّ الفُجُورَ


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (8).

([2])  انظر: العقيدة للإمام أحمد رقم (ص117)، والإيمان لابن منده (1/ 341)، واعتقاد أهل السُّنة لللالكائي (4/ 849)).

([3])  انظر: مادة (صدق) في العين (5/ 56)، وتهذيب اللغة (8/ 277)، ومقاييس اللغة (3/ 339).