×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

وقد صار اليوم مفخرة، تُصْرَف فيه الأموال وتضيع فيه الأوقات والقوة والشباب!!

﴿وَلَهۡوٞ، «اللهو» هو: ما يشغل عن ذكر الله من الأموال والأولاد ([1])، ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُلۡهِكُمۡ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُكُمۡ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِۚ [المنافقون: 9] ما قال: لا تطلبوا الأموال والأولاد. بل اطلبوا المال واطلبوا الأولاد، لكن لا تلهكم عن ذكر الله عز وجل.

﴿وَزِينَةٞ الناس أكثرهم مُغْرَم بالمظاهر، زينة في اللباس، وزينة في المسكن، وزينة في المركب! فهم مُغْرَمون بمظاهر الدنيا، فهم دائمًا يَسْعَون لإظهار الزينة، كأنهم مخلدون في هذه الحياة الدنيا.

والمراد: الزينة التي تشغل عن الآخرة، لا الزينة التي هي التجمل المشروع؛ فالله جميل يحب الجمال.

﴿وَتَفَاخُرُۢ بَيۡنَكُمۡ، كل واحد يقول: أنا أحسن منك، أنا أرفع منك نسبًا، وأنا أكثر منك مالاً وأولادًا. مفاخرة.

والمطلوب من المسلم التواضع، والله لا يحب كل مختال فخور، يفخر على الناس، ويترفع عليهم بماله وبعلمه وبنسبه، لا يجوز هذا! لأن المطلوب من المؤمن التواضع؛ لأنه عبد ضعيف، ومَن تواضع لله رفعه كما في الحديث ([2]). وأما المتكبرون المفاخرون، فإنهم يكونون يوم القيامة أمثال الذر يطؤهم الناس ([3]).


الشرح

([1])  انظر: مادة (اللام والهاء وما يثلثهما من حروف العلة) في العين (4/ 87)، وتهذيب اللغة (6/ 225)، ومقاييس اللغة (5/ 213).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (2588).

([3])  أخرجه: الترمذي رقم (2492)، وأحمد رقم (6677)، والبيهقي في ((الشعب)) رقم ((7836).