﴿وَتَفَاخُرُۢ
بَيۡنَكُمۡ﴾، يفاخر بعضكم بعضًا.
﴿وَتَكَاثُرٞ
فِي ٱلۡأَمۡوَٰلِ وَٱلۡأَوۡلَٰدِۖ﴾
[الحديد: 20]، كل واحد يريد أن يكون أكثر من الآخر مالاً، لا يكفيه ما عنده من
المليارات والملايين، يريد أن يكون أكثر من فلان، قال الله عز وجل: ﴿أَلۡهَىٰكُمُ ٱلتَّكَاثُرُ
١ حَتَّىٰ زُرۡتُمُ ٱلۡمَقَابِرَ ٢﴾ [التكاثر: 1- 2]، تكاثر بالأموال.
لم
تُنْهَ عن طلب المال، لكن التكاثر فيه هذا هو المذموم، عليك بالقناعة والرفق
والإجمال في الطلب، ولا يكن همك كثرة المال فقط؛ لأن المال يشغلك عن آخرتك، وأنت
تذهب وتتركه، أو هو يذهب منك وتصبح فقيرًا، فلا تشغل نفسك بشيء لا يبقى لك، بل خذ
منه قدر الحاجة وما يغنيك عن الناس، وأما الزيادة عن ذلك، فهي ضرر عليك.
ثم
ضَرَب للحياة الدنيا مثلاً، فقال: ﴿كَمَثَلِ غَيۡثٍ أَعۡجَبَ ٱلۡكُفَّارَ نَبَاتُهُۥ﴾ [الحديد: 20]، المطر إذا نزل على الأرض أنبتت من أنواع
النبات وأجمل النبات، فالله يحيي الأرض بعد موتها بالمطر، فتصبح روضة غناء زاهية،
الزهور والطعوم والألوان والروائح.
﴿أَعۡجَبَ ٱلۡكُفَّارَ﴾قيل: المراد بالكفار: الكفار بالله عز وجل.
وقيل:
المراد بالكفار: الزُّراع؛ لأن الزارع يَكفر البذر، يعني: يدفنه. والكَفْر في
اللغة هو السَّتر. فالزراع يسترون البذور في الأرض. وفي الآية الأخرى: ﴿يُعۡجِبُ ٱلزُّرَّاعَ
لِيَغِيظَ بِهِمُ ٱلۡكُفَّارَۗ﴾
[الفتح: 29].
والأظهر
- والله أعلم - أن المراد بهم الكفار في الدين؛ لأنهم هم الذين يُعجبون بالدنيا
ويتعلقون بها.
﴿ثُمَّ يَهِيجُ﴾، يعني: يتغير بعد النضرة، وبعد البهاء والمنظر الحسن.