×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

 والتفريط. وهذه عادة المتشدد، أنه لا يستمر على تشدده فيَمَل؛ كالمُنْبَتّ؛ كما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم قال: «فَإِنَّ الْمُنْبَتَّ لاَ أَرْضًا قَطَعَ، وَلاَ ظَهْرًا أَبْقَى» ([1]).

ولهذا قال: ﴿إِلَّا بمعنى: «لكن»، لكن ابتدعوها هم ابتغاء رضوان الله.

وهذا فيه دليل على أن البدع لا تجوز، وإن كانت نية صاحبها حسنة. والواجب: الاقتصار على شرع الله سبحانه وتعالى والاعتدال.

﴿وَرَهۡبَانِيَّةً ٱبۡتَدَعُوهَا مَا كَتَبۡنَٰهَا عَلَيۡهِمۡ إِلَّا ٱبۡتِغَآءَ رِضۡوَٰنِ ٱللَّهِ فَمَا رَعَوۡهَا حَقَّ رِعَايَتِهَاۖ [الحديد: 27]، هذا ذم من وجهين:

الأول: أنهم ابتدعوها.

الثاني: أنهم ما رَعَوْها حق رعايتها، ولأن المتشدد يمل ويترك العبادة.

ثم قال سبحانه وتعالى: ﴿فَ‍َٔاتَيۡنَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنۡهُمۡ أَجۡرَهُمۡۖ وَكَثِيرٞ مِّنۡهُمۡ فَٰسِقُونَ [الحديد: 27]، ﴿فَ‍َٔاتَيۡنَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنۡهُمۡ أَجۡرَهُمۡۖأي: استمروا على طاعة الله واتباع عيسى عليه السلام، آتاهم الله أجرهم.

﴿وَكَثِيرٞ مِّنۡهُمۡ فَٰسِقُونَ وهم الذين لم يَرْعَوا اتباع عيسى عليه السلام وغَيَّروا وبَدَّلوا.

ثم قال سبحانه وتعالى موصيًا النصارى باتباع محمد صلى الله عليه وسلم: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ [الحديد: 28]، يعني: من النصارى، ﴿ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَءَامِنُواْ بِرَسُولِهِۦ، محمد صلى الله عليه وسلم، ﴿يُؤۡتِكُمۡ كِفۡلَيۡنِ: نصيبين ﴿مِن رَّحۡمَتِهِۦ: نصيب على


الشرح

([1])  أخرجه: ابن المبارك في ((الزهد)) رقم (1178)، والبيهقي في ((الشعب)) رقم (3602) والقضاعي رقم (11477).