×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

﴿لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلۡقِسۡطِۖ [الحديد: 25]، أي: أنزل الله الكتاب ﴿لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلۡقِسۡطِۖ وهو العدل، فيَحكمون بالكتاب المنزل.

ثم قال عز وجل: ﴿وَأَنزَلۡنَا ٱلۡحَدِيدَ، أي: خلقنا الحديد. الإنزال يكون من الله عز وجل كإنزال القرآن، ويكون الإنزال من شيء، من الجبل إلى الأرض، كالحديد يؤخذ من المعادن التي في الجبال.

فالإنزال هنا المراد به: أن الله أوجد الحديد، وخَلَقه لهم، وأودعه في الأرض.

﴿فِيهِ بَأۡسٞ شَدِيدٞ وهو السلاح بأنواعه الفتاكة: الأسلحة اليدوية، والأسلحة الثقيلة - كما هو معلوم الآن -، هذا من الحديد، ﴿وَأَنزَلۡنَا ٱلۡحَدِيدَ فِيهِ بَأۡسٞ شَدِيدٞ [الحديد: 25].

وما مناسبة ذكر إنزال الحديد مع إنزال الكتاب؟

إنها مناسبة عظيمة!! أن الذي يمتنع من الكتاب ولا يَقبله، فإنه يُجاهَد بالسيف والسلاح.

فالذي لا ينفع معه الكتاب يُستعمل معه الحديد، وهو الجهاد في سبيل الله، وإقامة الحدود على مَن امتنع عن قَبول الحق، هذا جزاؤه في الدنيا، ولا يُترك، ويقال: «الناس أحرار»؛ كما يقوله المنافقون الآن والكفار: «الناس أحرار»، ويقولون: «حرية الرأي»، «الرأي والرأي الآخَر» «لا تُصادِروا الآراء». هذا كلام كفر - والعياذ بالله.

الله يقول: ﴿وَأَنزَلۡنَا ٱلۡحَدِيدَ فِيهِ بَأۡسٞ شَدِيدٞ، فالذي لا يَقبل الكتاب -الذي هو في صالح البشرية، وهو العدل وهو الرحمة وهو الحكمة-، فهذا ليس له إلاَّ الحديد، فالحديد حماية للكتاب.


الشرح