كما قال الشاعر:
وَمَا
هُوَ إلاَّ الوَحْيُ أَوْ حَدُّ مُرْهَفٍ |
|
تُزِيلُ
ظُبَاهُ أَخْدَعَيْ كُلِّ مَائِلِ |
فَهَذَا
شِفَاءٌ لِلقُلُوبِ مِنَ العَمَى |
|
وَهَذَا
دَوَاءُ العِيِّ مِنْ كُلِّ جَاهِلِ |
وذلك
لحماية الشريعة من العابثين، وحماية هذا الكتاب وهذا الميزان والعدل من العابثين
بهما.
وقال
الشاعر الآخَر:
دَعَا
المُصْطَفَى دَهْرًا بِمَكَّةَ لَمْ يُجَبْ |
|
وَقَدْ
لاَنَ مِنْهُ جَانِبٌ وَخِطَابُ |
فَلَمَّا
دَعَا وَالسَّيْفُ صَلْتٌ بِكَفِّهِ |
|
لَهُ
أَسْلَمُوا وَاسْتَسْلَمُوا وَأَنَابُوا |
وقوله
عز وجل: ﴿وَمَنَٰفِعُ
لِلنَّاسِ﴾، يعني: وفي الحديد منافع
للناس، من المراكب البرية والجوية والبحرية، والأواني والقدور والسكاكين، يَتخذون
منه صناعات وفوائد كثيرة.
﴿وَلِيَعۡلَمَ ٱللَّهُ
مَن يَنصُرُهُۥ وَرُسُلَهُۥ بِٱلۡغَيۡبِۚ﴾،
وليَعلم الله مَن يجاهد في سبيله، ويُبلِّغ رسالته بالغيب.
والغيب:
ما غاب عن الناس. فالمسلم لا يَرى الله سبحانه وتعالى، ولا يرى الملائكة، ولا يرى
الذين ماتوا من الرسل، ولكن يُصدِّق بهم، ويؤمن بهم، ويستدل بما وَرَّث صلى الله
عليه وسلم من الكتاب والسُّنة والعلم النافع والمعجزات، اعتمادًا على الإيمان
بالغيب، وهو ما غاب عنه ولم يره، لكن يُصدِّق به، هذا من الحكمة في إنزال الكتاب
والميزان والحديد.
فمَن نَصَر الرسل فقد نَصَر الله سبحانه وتعالى. فالذي يؤمن بالرسل ويحبهم ويدافع عنهم، فإن هذا من الإيمان بالله عز وجل؛ لأنهم رسل الله عز وجل، ومَن يطيعهم فإنه مطيع لله عز وجل.