في
هذا إثبات السمع لله عز وجل، فهو يسمع سبحانه وتعالى الأصوات كلها، خفيها وظاهرها.
﴿قَوۡلَ ٱلَّتِي
تُجَٰدِلُكَ فِي زَوۡجِهَا﴾وهي
خَوْلة - أو: خُوَيْلة - بنت ثعلبة، وفي هذا فضيلة لها؛ حيث إن الله سَمِع شكواها
وأنزل فيها قرآنًا، فكانت هذه مفخرة لها رضي الله عنها، وعُرِفت بذلك عند
المسلمين، وعُرِف فضلها بينهم، وهذه ميزة عظيمة.
والشدائد
أحيانًا تكون سبب خير ﴿وَعَسَىٰٓ أَن تَكۡرَهُواْ شَيۡٔٗا وَهُوَ خَيۡرٞ لَّكُمۡۖ﴾ [البقرة: 216]، ﴿فَإِنَّ مَعَ ٱلۡعُسۡرِ
يُسۡرًا ٥ إِنَّ مَعَ ٱلۡعُسۡرِ يُسۡرٗا ٦﴾ [الشرح: 5- 6].
﴿قَوۡلَ ٱلَّتِي
تُجَٰدِلُكَ فِي زَوۡجِهَا﴾،
أي: تراجعك في زوجها - أوس بن الصامت - في شأن مظاهرته منها.
ثم
قال الله عز وجل: ﴿وَتَشۡتَكِيٓ إِلَى ٱللَّهِ﴾،
حينما قالت: «أَشْكُو إِلَى اللَّهِ مَا نَزَلَ بِي وَبِأَصْبِيَتِي» ([1]).
وفي
هذا دليل على: أن الرسول صلى الله عليه وسلم مُبلِّغ عن الله،
وأنه لا يَحكم أو يفتي بشيء حتى يَنزل عليه وحي من الله سبحانه وتعالى.
﴿إِنَّ ٱللَّهَ
سَمِيعُۢ بَصِيرٌ﴾، خَتَم
الآية بقوله: ﴿سَمِيعُۢ﴾، وهو اسم من أسمائه سبحانه وتعالى. وجاء فيها «سَمِع»،
و«يسمع» و ﴿سَمِيعُۢ﴾؛ كما في قوله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ
سَمِيعُۢ﴾.
ففي
هذا: إثبات لصفة عظيمة من صفات الله سبحانه وتعالى، وأنه
يسمع الأصوات، خفيها وجَلِيها، ظاهرها وباطنها.
﴿بَصِيرٌ﴾، يرى سبحانه وتعالى ويُبصر، ولا يَخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء.
([1]) أخرجه: ابن أبي شبة في ((تاريخ المدينة)) (2/ 392).