×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

والكفارة مغلظة، وهي: عتق رقبة، فإن لم يجد فيصوم شهرين متتابعين، فإن لم يجد فإنه يُطْعِم ستين مسكينًا. فهذه كفارة الظهار.

﴿فَتَحۡرِيرُ رَقَبَةٖ، أي: عتق رقبة؛ لأن التحرير معناه: العتق، فيحررها من الرق ويجعلها حرة، ﴿مِّن قَبۡلِ أَن يَتَمَآسَّاۚ، أي: مِن قبل أن يحصل منه الوَطْء لها، فلا يطأها حتى يُكفِّر.

·        فيكون وَطْؤه لها مرهونًا بأداء الكفارة أولاً. وهي ثلاث خصال:

فالخصلة الأولى: تحرير رقبة. هكذا مطلقة، لكن جاءت في كفارة القتل مُقيَّدة: ﴿وَمَن قَتَلَ مُؤۡمِنًا خَطَ‍ٔٗا فَتَحۡرِيرُ رَقَبَةٖ مُّؤۡمِنَةٖ [النساء: 92]، فقَيَّدها بالإيمان.

فتقاس الرقبة هنا على الرقبة في كفارة القتل، فيُشترط أن تكون مؤمنة، فلا يكفي أن يُعْتِق رقبة كافر؛ حملاً لآية الظهار على آية القتل.

ويُشترط في الرقبة مع الإيمان: أن تكون سليمة من العيوب المخلة بالعمل. فلا تكون مَعيبة بالعَمَى أو بالعَرَج، أو بالمرض الذي لا تستطيع معه أن تعمل لنفسها وتكتسب.

﴿ذَٰلِكُمۡ، أي: هذا الحُكْم الذي هو العتق ﴿تُوعَظُونَ بِهِۦۚ، أي: تُزْجَرون به عن الوقوع في الظهار.

فإذا تَذَكَّر أنه يجب عليه كفارة مغلظة، فإنه سيمتنع عن الظهار. وهذا فيه بيان الحكمة من تشريع الكفارة بالظهار، أنها تكون رادعة له قبل أن يفعل هذا الشيء؛ لأنه يتذكر أنه سيترتب على ظهاره كفارة مغلظة فيمتنع.

﴿وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٞ أي: يَعلم مَن لم يمتثل للموعظة، ولم تُؤثِّر


الشرح