×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

﴿فَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ بئس المرجع والمآب؛ لأنها مقرهم، والنار بئس المصير، لا خلاص لهم منها. فلو سَلِم الكافر والمنافق في الدنيا من العقوبة، فلن يَسْلَم منها في الآخرة، إلاَّ إذا كان من أهل الإيمان، فقد يَسْلَم ويعفو الله عنه.

ثم وَجَّه الله الخطاب إلى المؤمنين، ناهيًا لهم عن فعل هؤلاء، فقال: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا تَنَٰجَيۡتُمۡ، دل هذا على: أنه لا يُمنع التناجي مطلقًا، ﴿لَا تَتَنَٰجَوۡاْ بِٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِ وَمَعۡصِيَتِ ٱلرَّسُولِ وَتَنَٰجَوۡاْ بِٱلۡبِرِّ وَٱلتَّقۡوَىٰۖ أي: بدل أن تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصية الرسول، تَناجَوْا فيما بينكم بالبر والتقوى، وتحدثوا بالبر والتقوى، والموعظة والتذكير والتعليم، وذِكر الله عز وجل. فالنجوى ليست ممنوعة مطلقًا.

﴿وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ، في حال اجتماعكم وفي حال تفرقكم وفي جميع أحوالكم، لازِموا تقوى الله عز وجل بفعل أوامره وخوفه ورجائه سبحانه وتعالى، وتَرْك نواهيه. ولا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصية الرسول، واتقوا عذابه وغضبه، فلا تَتناجَوْا بمثل ما يتناجى به المنافقون واليهود.

﴿ٱلَّذِيٓ إِلَيۡهِ تُحۡشَرُونَ، يوم القيامة، فيجازيكم بأعمالكم، ومنها: المجازاة على النجوى السيئة. فاتقوا هذا اللقاء مع الله عز وجل الذي يحصي عليكم أعمالكم.

ثم قال عز وجل مبينًا أن النجوى السيئة من الشيطان، وهو الذي يأمر بها هؤلاء: ﴿إِنَّمَا ٱلنَّجۡوَىٰ مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ لِيَحۡزُنَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ، فإذا رأوا عدوهم يَتناجَوْن حَزِنوا لذلك وخافوا أن يكون عدوهم يبيت لهم سوءًا ويخطط لهم مكرًا.

﴿إِنَّمَا ٱلنَّجۡوَىٰ مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ، يأمر بها أولياءه ويزينها لهم؛﴿لِيَحۡزُنَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَلَيۡسَ بِضَآرِّهِمۡ شَيۡ‍ًٔا في مكره وتزيينه.


الشرح