«السَّامُ عَلَيْكُمْ»، والسام
هو: الموت ([1])،
تنقصًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وبغضًا له، فيَدْعُون عليه بالموت!!
عَنْ
عَائِشَةَ، قَالَتْ: اسْتَأْذَنَ رَهْطٌ مِنَ الْيَهُودِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى
الله عليه وسلم فَقَالُوا: السَّامُ عَلَيْكُمْ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: بَلْ
عَلَيْكُمُ السَّامُ وَاللَّعْنَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
يَا عَائِشَةُ «إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَْمْرِ كُلِّهِ»
قَالَتْ: أَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا؟ قَالَ: «قَدْ قُلْتُ وَعَلَيْكُمْ» ([2]).
أي: وعليكم السام. فهو صلى الله عليه وسلم رد عليهم بمثل ما قالوا.
فعائشة
رضي الله عنها أخذتها الغَيرة، فقالت: «بَلْ عَلَيْكُمُ السَّامُ
وَاللَّعْنَةُ!!» فنهاها النبي صلى الله عليه وسلم، فـَ «لَيْسَ الْمَرْءُ
الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ، وَلاَ بِاللَّعَّانِ، وَلاَ بِالْفَاحِشِ، وَلاَ
بِالْبَذِيِّ» ([3]).
﴿وَيَقُولُونَ
فِيٓ أَنفُسِهِمۡ﴾ أي: فيما
بينهم أو في خواطرهم وأفكارهم: ﴿لَوۡلَا يُعَذِّبُنَا ٱللَّهُ بِمَا نَقُولُۚ﴾، أي: لماذا لا يعذبنا الله بما نقول؟! فلما لم يعذبنا،
دل على أن هذا ليس رسولاً، فلو كان رسولاً لعَذَّبَنا الله.
قال
الله ردًّا عليهم: ﴿حَسۡبُهُمۡ
جَهَنَّمُ﴾ أي: كافيهم جهنم، وهي:
النار. فَهُم إذا لم يُعذَّبوا في الدنيا، فإن العذاب ينتظرهم في الآخرة. وعذاب
الدنيا أهون وأسهل من عذاب الآخرة. فإذا سَلِموا في الدنيا، فليس هذا من حظهم وليس
من صالحهم.
﴿يَصۡلَوۡنَهَاۖ﴾، أي: يُعذَّبون فيها. من الصَّلْي، أو التعذيب.
([1]) انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر (2/ 404)، ولسان العرب (12/ 302)، وتاج العروس (32/ 191).