×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

 ذلك إلى المسلم، ويظن أنهم يدبرون له سوءًا ويكيدون له، فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فلم ينتهوا بل ﴿يَعُودُونَ لِمَا نُهُواْ عَنۡهُ من المناجاة، والتسارّ بينهم خُفية ([1]).

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا كُنْتُمْ ثَلاَثَةً فَلاَ يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ الآْخَرِ، حَتَّى تَخْتَلِطُوا بِالنَّاسِ مِنْ أَجْلِ أَنْ يُحْزِنَهُ» ([2]).

·        والنجوى على قسمين:

نجوى في الشر. وهذه هي المقصودة هنا.

ونجوى في الخير؛ كقوله عز وجل: ﴿لَّا خَيۡرَ فِي كَثِيرٖ مِّن نَّجۡوَىٰهُمۡ إِلَّا مَنۡ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوۡ مَعۡرُوفٍ أَوۡ إِصۡلَٰحِۢ بَيۡنَ ٱلنَّاسِۚ [النساء: 114].

فإذا كان التسار بين الاثنين في الخير، ولا يضرون مسلمًا، فهذا لا بأس به، وهذه نجوى خير. لكن المقصود هنا النوع الأول، وهو نجوى الشر.

ولهذا قال: ﴿وَيَتَنَٰجَوۡنَ بِٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِ، فلا يَتناجَون بالخير، إنما يَتناجَون بالإثم فيما يعود عليهم ﴿وَٱلۡعُدۡوَٰنِ على غيرهم، فهذه هي النجوى المذمومة إذا كان فيها إثم أو عدوان، ويخططون فيه للمسلمين فيما بينهم، ويُسِرون هذه الخطط.

﴿وَإِذَا جَآءُوكَ حَيَّوۡكَ بِمَا لَمۡ يُحَيِّكَ بِهِ ٱللَّهُ وهذه خَصلة ثانية، من سوء أدبهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم - أنهم كانوا يقولون إذا حَيَّوه صلى الله عليه وسلم:


الشرح

([1])  انظر: تفسير الطبري (23/ 238)، وزاد المسير (4/ 246)، وتفسير ابن كثير (8/ 73).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (2184).